عبّر الموفد الفاتيكاني الكاردينال دومينيك مامبرتي في التقرير الذي رفعه إلى المراجع الفاتيكانية حول محصلة زيارته للبنان في مطلع حزيران الحالي عن انطباعاته التي تشي بأن الفراغ سيستمر طويلاً وأن لا أفق لأية تنازلات محتملة خصوصا من جانب رئيس تكتل التغيير والاصلاح
العماد ميشال عون.
وبحسب صحيفة "
السفير" فان النقطتين اللتين يمكن التوقف عندهما في ما يخص زيارة مامبرتي هما سؤاله عن مدى تجاوب فريق "
المستقبل" مع أي طرح يتعلق بـ"تطوير اتفاق الطائف لا تعديله أو إلغائه"، وذلك في سياق تعزيز الشراكة الإسلامية ـ المسيحية (اعادة الاعتبار الى
لبنان الملجأ للمسيحيين الهاربين من العراق وسوريا وغيرهما من دول المنطقة)، مستندا إلى قراءة مفادها أن كل الظروف الدولية والاقليمية لولادة الطائف قد تبدلت لا بل انقلبت.
اما النقطة الثانية فهي تدور حول استشعاره أن ثمة خريطة
جديدة ترتسم على أرض المنطقة بدءا من العراق الذي يتجه لأن يتحول الى ثلاثة أقاليم فدرالية الى
سوريا التي بدأ الحديث عن تفتيتها يتصاعد، خصوصا في ضوء إحكام الأكراد مؤخرا قبضتهم على تل ابيض، وبالتالي امساكهم بشريط كردي على امتداد الحدود
السورية العراقية التركية بدعم من "التحالف الدولي".
وفي سياق متصل لفتت الصحيفة الى ان جهات سياسية لبنانية بدأت برسم خرائط نفطية بحرية، بما في ذلك اعادة تقسيم "البلوكات البحرية" استنادا الى احتمالات الفدرالية في لبنان مستقبلاً، موضحة ان جهات في هيئة ادارة القطاع تجاوبت مع هذه الطروحات، وهو أمر استوقف جهات دولية، خصوصا أن
الأميركيين كانوا قد بعثوا بإشارات في الآونة
الأخيرة الى مراجع رسمية لبنانية بأن موفدا أميركيا سيتحرك قريبا بين لبنان والكيان الاسرائيلي لايجاد تسوية سريعة لقضية الحدود البحرية المتنازع عليها، في ظل ظاهرة جنون الأسعار في قطاع الغاز.