استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، عند العاشرة من قبل ظهر اليوم في قصر
بعبدا،
السفير البابوي المونسنيور جوزف سبيتري، الذي حمل إليه دعم الحبر الاعظم البابا فرنسيس والكرسي الرسولي للبنان وللجهود التي يبذلها الرئيس عون والحكومة اللبنانية للتغلب على وباء كورونا والخروج من الأزمة المالية والاقتصادية التي يعاني منها لبنان.
وكان اللقاء مناسبة عرض فيها السفير البابوي لرئيس الجمهورية التحضيرات الجارية ليوم الصلاة والصوم وأعمال المحبة الذي دعت اليه
اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، يوم الخميس 14 الحالي "لكي يساعد الرب البشرية على تخطي وباء كورونا، انطلاقا من مبدأ أن الصلاة "قيمة عالمية"، وقد حظيت الدعوة ببركة البابا فرنسيس إلى جانب شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب.
وحمل رئيس الجمهورية السفير البابوي شكره للأب الاقدس على وقوفه الدائم إلى جانب لبنان وشعبه بمختلف انتماءاتهم، لا سيما في الظروف الصعبة، معتبرا أن الصلاة المسيحية -الاسلامية المشتركة من أجل الانسانية تأتي في صلب رسالة لبنان ودوره في محيطه والعالم، وبداية ترجمة عملية للمبادرة التي أطلقها الرئيس عون ووافقت عليها الجمعية العامة للأمم المتحدة في ايلول الماضي، لانشاء أاكاديمية الانسان للحوار والتلاقي في لبنان من أجل ارساء قيم الحوار وبناء حضارة السلام.
وبعد اللقاء، تحدث السفير البابوي إلى الإعلاميين، فقال: "لقد التقيت فخامة رئيس الجمهورية ونقلت اليه قرب الأب الاقدس البابا فرنسيس من جميع المواطنات والمواطنين اللبنانيين، وأبلغته انني في بداية شهر آذار المنصرم وقبل انتشار وباء كورونا، تشرفت بلقاء قداسته في
الفاتيكان. وقد طلب مني شخصيا أن أنقل قربه من رئيس الجمهورية ومن كل السلطات اللبنانية والشعب اللبناني بأسره. كما نقلت الى فخامته الصلاة التي خصصها البابا فرنسيس يوم السبت الفائت، طالبا مشاركة المؤمنين بها، على نية رؤساء الدول والحكومات والسياسيين أينما كان في
العالم، من أجل أن يضعوا جانبا أمورهم وأفكارهم ومشاريعهم الخاصة والعمل معا بهدف التوصل إلى حلول من وباء كورونا وتداعياته. وهذه رسالة هامة أيضا بالنسبة إلى لبنان. فهناك دائما زمن خاص في الديموقراطية لكي يعبر كل فريق عن نظرته، في إطار ديموقراطي، إنما هناك وقت يجب فيه أن يكون الجميع معا. وكما قال قداسة البابا، يجب أن تكون
الوحدة في خدمة المواطنين، وهذا أمر أهم بكثير من الانقسام والتمسك بالخصوصيات الضيقة. ونحن نريد أن نصلي فعلا لكيما يتحقق هذا الامر أيضا في لبنان. وأعتقد أنه بفضل روحية الصمود أمام المحن التي يتمتع بها اللبنانيات واللبنانيون يمكن الخروج ليس فقط من أزمة الكورونا".
أضاف: "أود أن أغتنم الفرصة لأهنىء وزير الصحة والحكومة على خطة العمل التي تم انتهاجها، بالاضافة إلى المستشفيات الحكومية والخاصة التي كانت لها إسهامتها في هذه المحنة، ومنها المستشفيات الكاثوليكية. وأنا لواثق أنه يمكننا أيضا الخروج من الأزمة الاقتصادية، ولكن علينا العمل سويا".
وقال: "لقد أثرت مع فخامة الرئيس المشاكل التي تعاني منها بعض المؤسسات ليس فقط بالنسبة إلى المستشفيات، إنما أيضا ما يتعلق منها بالمعاهد التربوية والمدارس الخاصة والمدارس الكاثوليكية بشكل عام، لا سيما تلك شبه المجانية التي تجتاز ظروفا صعبة للغاية. وعلى الحكومة أن تبحث في كيفية مساعدة هذه المؤسسات، حتى لو كانت الكنيسة والمؤسسات الدينية تقوم بدراسة مشاريع للمساعدة، على ما أنا واثق منه. ونحن نبحث في كيفية طلب المساعدة في هذا الخصوص من الخارج لهذه المدارس، لأن التربية تشكل أساس كل مجتمع."
وختم بالقول: "تناولت أيضا مع رئيس الجمهورية مبادرة اللجنة العليا المسيحية-الاسلامية للأخوة الإنسانية، التي أنشئت بعد إعلان أبو ظبي حول الأخوة الانسانية، من أجل دعوة المسيحيين والمسلمين لتخصيص يوم 14 أيار للصلاة والصوم من أجل انتهاء وباء كورونا العالمي. ونحن في لبنان يمكننا أن نخصص هذا اليوم أيضا لنصلي معا من أجل أن يساعدنا الرب القدير على إيجاد الحلول للبناننا المحبوب".
وردا على سؤال حول ما إذا كان حمل مبادرة معينة لدعم لبنان من قبل
الكرسي الرسولي إلى الرئيس عون، وعن دور السفارة البابوية في ترجمة يوم الصلاة في 14 الجاري في لبنان، أوضح السفير سبيتري أن "مبادرة الرابع عشر من أيار أتت من قبل هيئة مسيحية-إسلامية، وبالطبع بمباركة من شيخ الأزهر ومن الأب الأقدس. ونحن في لبنان، بدأنا البحث عن ايجاد ترجمة ما لهذه المبادرة، ومن الطبيعي أن تقف السفارة البابوية إلى جانب هذه الدعوة، كما العديد من الهيئات المسيحية-الاسلامية، لنرى كيف يمكن تخصيص هذا اليوم للصلاة من أجل إيجاد الحلول لأزمة كورونا وللبنان."
وتابع: "أما بالنسبة إلى المساعدات للبنان، فإننا ككرسي رسولي نعتمد على المساعدات الخاصة. فكل عام يقدم الفاتيكان المساعدة الهامة لا سيما الى المعاهد التربوية ومؤسسات الرعاية المجانية المسيحية في لبنان. وفي هذا الاطار، كنا نقوم بالبحث عن مساعدات ذات حجم أكبر، ولكن للأسف فإن أزمة الكورونا قد عقدت لنا الأمر قليلا، إنما لا زلنا نبحث ولا زلنا هنا، وعلى كل أحد أن يقوم بواجبه. واعتقد أن اللبنانيين المنتشرين في الخارج يساعدون قليلا، ويمكننا أن نقوم بالاكثر من أجل إيصال المساعدات المادية الضرورية للغاية إلى الناس في لبنان في هذه الظروف."