أكد رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط أنّه كان "من السباقين الذين سموا رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية كمرشح للرئاسة".
وقال في مقابلة مع "يورونيوز": "ولما لا؟ على مدى سنة ونصف السنة وندور على أنفسنا ونعقد جلسات فارغة في المجلس النيابي، جلسات لا معنى لها. فلما لا؟ في النهاية،
لبنان مقسّم سياسياً بين مناصرين للنظام السوري وإيران إلى حدّ ما، هناك ما يطلق عليهم اسم السياديين، هؤلاء السياديون لا يعتمدون على أنفسهم فوراءهم دول. مثل أميركا والسعودية، إلخ".
ورأى أنّه "للتوصل إلى تسوية سليمان فرنجية يكون رئيساً للجمهورية وسعد
الحريري رئيساً للوزراء، لماذا الإصرار؟ لأنّ المؤسسات أصبحت على درجة من الاهتراء الهائل والوضع الاقتصادي سيء جداً، والسنة المقبلة ستكون أصعب".
وقال جنبلاط: "لا أشارك في نظرية أنّ النظام السوري اختاره لا من قريب ولا من بعيد. وأتحمّل مسؤولية ما أقول. سمعت ذلك من أقرب الناس وما يسمّى بالسياديين ومن غيرهم. لكن أبداً. أعتقد أنّ بشار الأسد لديه هم أكبر منا، ثم ماذا سيكسب بشار في لبنان؟ لديه
حزب الله وورّط حزب الله في القتال في
سوريا فماذا يستطيع أن يكسب؟ لا شيء. وكما قلت لك، الصراع ما يزال في بدايته. لنعمل صفقة. في النهاية السياسة تسوية".
من جهة أخرى، رأى جنبلاط أنّ "نتائج الاعتداءات الدامية في باريس ستترجم بالتضييق على اللاجئين السوريين الذين يهربون من مجازر النظام السوري، ويترجم بالمزيد من صعود اليمين الفاشي العنصري كظاهرة مارين لوبين وحتى الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي ليس ببعيد عن هذا الموضوع لتهييج اليمين الاوروبي أو الفرنسي. يُترجم أيضاً في دول عدة فيها نواة تنظيمات يمينية فاشية في ألمانيا، في السويد وكل مكان. تحاول من يسمّى بـ"الدولة الاسلامية" أن تجرّنا وتجر البشرية إلى ما يسمى بصراع الحضارات وصراع الاديان الذي نادى بها أو نظهر إليها المفكر الأميركي اللعين هانتنغتون. والمشكلة أنّ الجيل الثالث من المهاجرين العرب في الغرب لم يتأقلم، لم ينصهر، لم ينسجم لانه لا يعلم شيئاً عن جذوره ولا يعرف شيئاً عن الإسلام ويرفض العلمنة
الفرنسية أو التأقلم في بلاد الغرب".
وعن تداعيات إسقاط الطائرة الروسية على الحدود
السورية التركية، قال جنبلاط: "لا تستطيع تركيا أن تسقط طائرة روسية دون تنسيق في مكان ما مع حلف شمال الأطلسي. ليست المرة الأولى التي ينتهك فيها المجال الجوي التركي. لكن هذه المرة أعتقد أنّ هناك صراعاً في مكان بين حلف الأطلسي وبين روسيا وهذا يزداد بالتوتر على الساحة الدولية وترجم بدءاً من موضوع القرم ثم أوكرانيا واليوم روسيا ضد تركيا. والردّ كان طبعاً أعنف لأنّ الجواب سيكون عنيفاً. ولا أعتقد أنّه سيكون باسقاط طائرة تركية في الوقت الحاضر لكنّهم استمروا بضرب هائل على المدنيين السوريين من أصل تركماني لتهجيرهم من منطقة اللاذقية".
ولفت جنبلاط إلى أنّ "اتفاقية سايكس – بيكو ماتت،
اليوم نحن في بداية طريق ترسم حدوداً
جديدة بين الاقليات
العربية والاقليات الكردية والتركمان. نحن في بداية طريق طويلة جداً، لكن لا أرى أنّ الكيان السوري أو الكيان العراقي سيبقى كما هو".
ورأى جنبلاط أنّ "بشار الأسد ظن أنه يستطيع أن يقمع وأن يقضي على الثورة السورية، ثورة أطفال درعا 2011 ولم يستطع، لقد فشل. فانتشرت الثورة في كلّ مكان ثم تحوّلت إلى صراع مسلح. لكن الظروف أصبحت أقوى منه. فلم تعد سوريا وقرار سوريا لدى بشار الأسد. القسم الأكبر من القرار عند الايرانيين والآخر عند الروس. ومن جهة ثانية، هناك طبعاً الحلف الغربي الذي ينادي بتغيير انتقالي في النظام السوري وهذا في رأيي مستحيل أيضاً وذلك نتيجة تركيبة النظام الذي أعرفه تماماً او بشكل جيد. لذلك القضية طويلة جداً".
وأضاف جنبلاط: "لا ارى حلاً للأزمة السورية، لا أرى أيّ حل أمثل. الحل الأمثل كان ممكناً ـ وهذا افتراض ـ لكنه انتهى. في البداية، في موضوع الثورة هناك مصالحة، ثم انتخابات نيابية حرة فتعدّدية بالاحزاب مع انتخاب بديل لبشار. لكن اليوم، انتهينا. مع هذا البحر من الدم نمزح إن رأينا مجالاً لتغيير سلمي. قلت لكِ في بداية المقابلة، نحن في بداية طريق طويلة جداً. إن في سوريا وإن في العراق".
ورداً على سؤال بشأن تغريدة على "
تويتر" وجهها للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّ “المختارة بين أيد أمينة”، أشار جنبلاط إلى أنّه "أحياناً أكون ساخراً على طريقتي على "تويتر" لانني قرأت في مكان ما ـ قد يكون صحيحاً وقد لا يكون ـ أن وزير خارجية لبنان قد حرّض الروس عليّ، فكان جواب مهذّب من صديقي نائب
وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف فقال له إن المختارة ستبقى وسيبقى وليد جنبلاط صديقنا، لأنّ هناك تاريخاً طويلاً بيني وبين الاتحاد السوفياتي وروسيا، وزير خارجيتنا أحد طارئ على العلاقة".