وشدد برّاك على أن الولايات المتحدة لا تحمل أي مطالب، بل تقدم "اقتراحات" استجابة لطلب لبناني للمساعدة في تخفيف حدة التوتر، معتبرًا أن بلاده تسعى لمساعدة الأطراف اللبنانية في التوصل إلى تفاهم شامل، يراعي هواجس جميع الأطراف.
ورأى المبعوث الأميركي أن اتفاق وقف الأعمال العدائية لم يُطبق فعليًا بسبب انعدام الثقة المتبادل بين إسرائيل، الحكومة اللبنانية، وحزب الله. وأشار إلى أن استمرار النزاعات على الحدود الجنوبية يُعطّل فرص الإصلاح والنمو الاقتصادي في البلاد، داعيًا إلى تفعيل الاتفاق السابق من خلال وساطة أميركية ودعم دولي.
ولفت برّاك إلى أن
لبنان يملك طاقات بشرية فريدة، لكن غياب الأمن يُشكل عائقًا أمام عودة الاستثمار والسياحة، وقال: "الشعب اللبناني هو الأذكى والألمع، لكن لا بيئة آمنة للنمو الاقتصادي." وأضاف أن الاتفاقات الأمنية هي أساس لأي خطة إصلاحية مستدامة.
وأوضح أن الحديث عن "سياسة العصا والجزرة" لا يعني فرض شروط، بل تقديم حوافز مقابل التزامات من جميع الأطراف، معتبراً أن جميع الجهات – من إسرائيل إلى الحكومة اللبنانية إلى
حزب الله – تتحمّل مسؤولية فشل الاتفاق السابق.
وأكد برّاك أن الولايات المتحدة ملتزمة بدعم
الجيش اللبناني بلا شروط، عبر التمويل والتدريب، وتهدف إلى تمكين المؤسسة العسكرية من لعب دور فاعل في حفظ الأمن الداخلي، لا كقوة هجومية بل كضامن للاستقرار الوطني، ما قد يسمح، بحسب قوله، لحزب الله بإعادة تقييم الحاجة لسلاحه.
وكشف أن الموقف الأميركي من تجديد ولاية قوات اليونيفيل لم يُحسم بعد، وأن واشنطن بصدد دراسة التوصية الأنسب لضمان فعالية مهمة
القوات الدولية وتعزيز الثقة بين الطرفين اللبناني والإسرائيلي.
وعبّر برّاك عن دعمه لجهود الحكومة اللبنانية ورئيسها
نواف سلام، واصفًا الخطوات الإصلاحية في الملفين المالي والمصرفي بأنها واعدة، خاصة مع توفر قيادة تحظى بالاحترام ومبادرات مثل مشروع "ستارلينك". لكنه شدد على أن هذه الإصلاحات تحتاج إلى بيئة آمنة لكي تؤتي ثمارها.
وتطرّق برّاك إلى ملف ترسيم الحدود البرية مع
سوريا، معتبراً أن هذا الملف المزمن يجب ألا يُعيق تطلعات الأجيال الجديدة. ودعا إلى تجاوز "خطوط رسمها رجال في الماضي"، مشددًا على أن لبنان يستحق العودة إلى موقعه كـ"لؤلؤة المنطقة"، وسط نظام إقليمي جديد يأخذ في الحسبان تعدديته الدينية والثقافية.
وأعاد برّاك التأكيد في ختام المقابلة أن الولايات المتحدة ترى في لبنان شريكًا وصديقًا، وتسعى إلى دعمه في استعادة دوره كقوة اقتصادية وثقافية في الشرق الأوسط، على قاعدة الحوار الشامل، لا فرض الشروط.