أي خبز نأكل؟

2016-03-17 | 02:41
أي خبز نأكل؟
اشارت المعلومات الى غشٍّ وتلاعبٍ بنوعية الخبز عبر إضافة مواد حافظة كيميائية في بعض المؤسسات والأفران الضخمة بغية إطالة مدة صلاحية ربطة الخبز، وبالتالي تحقيق هامشٍ ربحي أكبر، فضلاً عن التلوث وانعدام النظافة وعدم توفر شروط السلامة الغذائية التي تؤدي إلى فساد الخبز.
وفي هذا الاطار أجرت  صحيفة "السفير" تحقيقاً استقصائياً للتثبت من صحة المعلومات المتداولة والتي كادت تؤدي إلى زعزعة ثقة اللبنانيين بالمنتج الوطني الأكثر أهميةً.
وتبيّن بعد إجراء بحث علمي ـ مخبري على عدد من العينات العشوائية، بحسب الصحيفة أن النسبة الكبرى من الخبز اللبناني "نظيفة"،  إلا أن ذلك على أهميته، لا يعفي المعنيين من مهامهم، ولا يلغي احتمال وجود عينات أخرى فاسدة لا سيما أن السوق اللبناني متغيّر ومفتوح على كل الاحتمالات في ظل تكاثر انتشار الأفران الصغيرة من دون أي رقابة قانونية، بالإضافة إلى تأثيرات الوضع البيئي بعد أزمة النفايات بشكل مباشر على المطاحن والمياه الجوفية والهواء، والتي من شأنها جميعها المساهمة في تلوّث الخبز جرثومياً.
وفي هذا الاطار اكد رئيس جمعية حماية المستهلك زُهير برّو عبر الصحيفة انه بموازاة سعي أصحاب الأفران والمطاحن إلى مدّ اليد إلى رغيف اللبنانيين عبر التلاعب الدائم بسعر ربطة الخبز وزنتها، هناك من يمدّ يده للتلاعب بمكونات الرغيف.
وأوضح برّو أنه "مع ضبط باخرتين محملتين بالقمح الفاسد في العام 2010 ثم الكشف الصحي على إهراءات القمح في مرفأ بيروت في العام الماضي ما فضح حجم التلوث الحاصل، تُثار الشكوك حول مدى مطابقة انتاج الخبز للمعايير الصحية، لا سيما أنه يعتمد بصورة أساسية على الطحين"، مشيراً إلى أن "فساد القمح وسوء تخزينه وتوضيبه ونقله يؤدي إلى انتشار سموم فطرية تنمو وتتكاثر في الطحين، أبرزها الـ(Aflatoxine) والـ(Ochratoxin)»."
ولفتت الصحيفة الى ان الـ"أفلاتوكسين" يعد مسمما كيميائيا خطيرا ينمو بالدرجة الأولى على الحبوب التي تحتوي زيتاً مثل الذرة. ويتكاثر في القمح عند عدم توافر شروط التخزين، أي وجود درجتي حرارة ورطوبة مرتفعتين. 
كما ويؤثر تعرض الإنسان له على الجهاز الهضمي ويُسبب الإصابة بسرطان الكبد. ويُعد أخطر وأقوى مفعولاً من الـ «أوكراتوكسين». أما هذا الأخير، فهو أيضاً مسمم كيميائي يُصيب بالدرجة الأولى الحبوب لا سيما القمح، وينمو على سطحه نتيجة ظروف تخزين سيئة، ويؤدي إلى إصابة الإنسان بسرطان الكلى.
ولفت برّو الى ان "أطناناً من الطحين الفاسد بـ(الأفلاتوكسين) ضُبطت في عدد من المطاحن منذ سنوات نتيجة سوء التخزين وعدم مراعاة شروط النظافة فيها، فضلاً عما أشارت إليه وزارة الصحة، أمس، من دخول كميات كبيرة من القمح الفاسد بالـ(أوكراتوكسين) إلى لبنان".
وكشف في إطار آخر، أن "عدداً من أصحاب الأفران يلجأ إلى إضافة مواد كيميائية لخلطة الخبز بغية إطالة مدة صلاحيته، مثل الـ(formol)، وهو مركب عضوي غازي لا لون له، يذوب في الماء ويستعمل غالباً في التحنيط وكمادة حافظة للأنسجة. وفي الخبز يُستخدم لإطالة عمر الأرغفة لأطول فترة ممكنة لأنه مادة مقاومة للعفن". مشدداً على أن "(الفورمول) مادة مسرطنة، وأثبتت الدراسات العديدة أن تعرض الناس لها يضاعف من خطر إصابتهم بالسرطان. وعلى الرغم من ذلك فإن استخدامها شائع بسبب ضعف الرقابة".
وبحسب برو ايضاً فان "محاولات الاحتيال" في بعض الأفران لا تتوقف عند هذا الحدّ، إذ يلجأ بعضهم إلى "إعادة تذويب أرغفة الخبز المرتجعة (التي لا تُباع في اليوم نفسه من تاريخ انتاجها) وتحويلها عجيناً، ودمجها من جديد مع الخلطة الطازجة".
كما لم يسلم الخبز الأسمر أيضاً من الغشّ. وبحسب برّو فإن "الخبز الأسمر (خبز النخالة) يكتسب سمرته لكونه مصنوعاً من حبة قمح كاملة يضاف إليها النخالة وكمية من الألياف، إلا أن بعض الأفران تعمد إلى استبدال الألياف بـ(الدبس). فيكتسب الخبز لونه الأسمر بطريقة احتيالية".
وقد أثبتت دراسة أُعدت في الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU) أواخر العام الماضي ان ما يقارب الـ58 في المئة من منتوجات الخبز الأسمر الموجودة في السوق اللبنانية مغشوشة، أي أنها تحتوي على "الدبس" عوضاً عن الألياف.
واوضح المشرف على الدراسة، الدكتور والباحث الجامعي في الـ LAU حسين حسن أن "إضافة (الدبس) إلى الخبز لا تلحق ضرراً صحياً بالأفراد، إلا أنها تعتبر غشاً مقصوداً من قبل أصحاب الأفران".
 
 
اخترنا لك
خشب بالزعتر وأكل فاسد.. بهذه المنطقة! (صورة)
13:55
كواليس زيارة الجنوب.. الجيش يواجه الرواية الإسرائيلية ميدانياً
13:25
مصادر وزارية للجديد: مجلس الوزراء ينتظر بعض التعديلات الطفيفة على قانون الفجوة المالية لطرحه على طاولة مجلسِ الوزراء هذا الأسبوع
13:12
مصادر دبلوماسية للجديد: الأنظار تتجه إلى نتائج اجتماع باريس الذي سيغادر إليه قائد الجيش الأربعاء
13:12
مصادر دبلوماسية للجديد: اللافت في جولة الدبلوماسيين ودخول الأنفاق لأول مرة أنها جاءت بعد إلغاء لقاءات قائد الجيش رودلف هيكل في الولايات المتحدة مع رسالة واضحة بضرورة إخراج مهامه إلى العلن
13:11
مصادر دبلوماسية للجديد تعليقاُ على الزيارة: ما يقوم به الجيش اللبناني مهمّ جداً وهو كان مطلوباً منذ مدة طويلة إلا أن المؤسسة العسكرية تمهّلت في إنجاز مهامّها الميدانية
13:11
إشترك بنشرتنا الاخبارية
انضم الى ملايين المتابعين
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق