اشارت مصادر التحقيق في ملف الاتجار بالنساء وتسخيرهن في تقديم خدمات الجنس بالمعاملتين ، أنّ عناصر الاستقصاء دهموا مبنى فندق "الشي موريس"، وهناك سألوا إن كانت أيّ واحدة من الفتيات تمارس الدعارة بالإكراه، فرفعت ست سيدات أيديهن. عندها اصطحبت القوى الأمنية السيدات الستّ، إضافة إلى ستّ حارسات وسبعة حراس جرى توقيفهم.
كما طلب الضابط المسؤول من الباقيات المغادرة. وبعد يومين، وبناء على إشارة القضاء بحسب صحيفة "الاخبار" بعد اكتشاف شكل من الاتجار بالبشر، بدأت القوى الأمنية البحث عن باقي الفتيات. وقد عُثر على معظمهن في أحد الشاليهات في البوار.
وتابعت الصحيفة ان نظرية المؤامرة هنا تقول: "إبحث عن المستفيد"، فالتجربة تُثبت أنّ "الدزة" دوماً يقف خلفها "قوّادٌ" آخر سيزدهر عمله بوقف عمل منافسه، لكن هذه الأسئلة قد تجد أجوبة عنها، فيما قد يبقى كثير منها بلا إجابة، علماً أن معلومة وحيدة في هذا السياق قد تشفي الغليل.
الى ذلك اشارت المصادر الأمنية، ومن باب الحرص والمتابعة تكشف أنّ مراقبة الحركة الجغرافية لهاتفي عماد الريحاوي وعلي حسن رصدت انتقالهما إلى الأراضي السورية، واشارت المعلومات إلى أن الرصد التقني أظهر أنّ آخر نقطة كان فيها هاتفاهما شغّالين هي عند الحدود اللبنانية السورية قبل أن يُقفلا نهار الإثنين الماضي.
ولفتت الصحيفة الى ان قصة الـ«Chez Maurice» تعود إلى سنوات خلت. فقد كان موريس جعجع يملك مطعماً في منطقة غزير يحمل اسم «Chez Maurice» منذ سنوات، لكنه اشتهر بعدما صار يستخدم الشقق القائمة فوق المطعم لتسهيل الدعارة لزبائنه. وبعدما ذاع صيته، وتحت ضغط شكاوى الجيران، أُغلق المطعم وخُتِم بالشمع الأحمر. حصل ذلك منذ ست سنوات تقريباً. انتقل بعدها جعجع للاستثمار في منطقة المعاملتين، فاستأجر المبنى الذي يُعرف باسم "شاليهات المير"، وهو المكان الذي سُجِنت فيه الفتيات، والذي دوهِم أخيراً. وأبقى التسمية نفسها «Chez Maurice» للحفاظ على زبائنه. ثمّ ضمّن المبنى لكل من عماد الريحاوي وعلي حسن (وهما سوريان) اللذين توليا إدارة أعمال الدعارة هناك، علماً أنّ المذكورين كانا يعملان لدى "أبو غارو"، أحد أشهر القوّادين، الذي توفي منذ أربع سنوات. غير أنّ اسم "أبو غارو" بقي يُتداول للشهرة التي يتمتع بها المكان في أوساط الشباب، ولقدرته على جذب الزبائن، بحسب أحد المصادر الأمنية.
وقد أوقف مكتب حماية الآداب موريس جعجع منذ أربعة أشهر تقريباً، واتُّهِم الرجل بالاتجار بالبشر، علماً أنّ مذكرة التوقيف الصادرة بحقه أتت على خلفية إفادة فتيات كنّ يعملن في الدعارة بتسهيل من جعجع نفسه. الفتيات كنّ يترددن إلى مقهى في الكسليك تعود ملكيته إلى طوني خ.، شريك جعجع. فجرى توقيفهن حيث أفادت إحداهن بأنّ جعجع كان يحتجزهن في شاليه بالبوار ويمنع عنهن الخروج، إلا بمرافقة للعمل في الدعارة. وذكرت الفتاة نفسها أن السوري "غياث الضفدع" هو من أوصلها مع زميلاتها إلى جعجع، كاشفة أن "الضفدع" يعمل في تهريب الفتيات عبر الحدود السورية.
في المحصّلة، لا يختلف اثنان على أن قرار مكافحة استغلال النساء في الدعارة غير متّخذ أصلاً في بلد السياحة. على الأقل، هذا ما يُصرّح به قادة الأجهزة الأمنية، ليُترجم ذلك بفرز 22 عنصراً فقط لمكتب مكافحة الاتجار بالبشر وحماية الآداب، مهمتهم تغطية كامل الأراضي اللبنانية ليلاً ونهاراً. بـ 22 عنصراً فقط يُريد القيّمون على الأجهزة الأمنية مكافحة الاستغلال الجنسي والاتجار بالبشر... وحماية الآداب.