اشارت دراسة نشرت تحت عنوان "الأطفال المنتشرون والعاملون في الشوارع في
لبنان: خصائص وحجم" الى ان اللجوء لم لم يكن بأي شكل من الأشكال المسبب
الرئيسي لظاهرة اطفال الشوارع ، موضحة في الوقت عينه ان 73% من "أطفال الشوارع" في لبنان سوريون .
وقالت الدراسة التي نشرتها صحيفة "
الأخبار" ان هناك 4 عوامل أساسية تدفع الاطفال الى الشوارع هي: التهميش أو الإقصاء المجتمعي، هشاشة الأوضاع الأسرية، تدفق اللاجئين السوريين، والجريمة المنظمة واستغلال الأطفال.
ولفتت الصحيفة الى ان شارع الحمرا في
بيروت قد يكون النموذج الأبرز للقاء أطفال الشوارع نظراً لاحتوائه على أكبر عدد منهم: 338 طفلاً.
وبحسب تلك الدراسة التي أطلقتها أمس
وزارة العمل ومنظمة العمل الدولية واليونيسف ومنظمة إنقاذ الطفل الدولية بعنوان "الأطفال المنتشردون والعاملون في الشوارع في لبنان: خصائص وحجم" فانه ازداد الحديث في السنوات
الأخيرة عن ظاهرة أطفال الشوارع بسبب ارتفاع أعداد الأطفال نتيجة التدفق السوري إلى لبنان.
وتشير التقديرات الى ان العدد
الإجمالي للأطفال الذين يعيشون ويعملون في الشوارع بلبنان بنحو 1510 طفلاً في 18 منطقة، يتركز 79% منهم في بيروت وطرابلس.
وتوجد أعلى النسب لاطفال الشوارع في بيروت تتوزع على 3 مناطق هي الحمرا (338 طفلا)، كولا- طريق الجديدة (290 طفلا) وعين المريسة (201 طفل)، ويتركز الأطفال في الشوارع في بعض الأجزاء المحدّدة من المدينة، ويجولون على نحو عشوائي في أجزائها الأخرى، اذ يفضلون مناطق معينة لممارسة عملهم، حتى وإن كان ذلك يعرّضهم لمنافسة أكبر، وانهم منظمون تنظيماً جيّداً ويجري التخطيط مسبقاً لنشاطاتهم.
ولفتت الدراسة الى ان 43% من هؤلاء الأطفال منخرطون في أعمال التسوّل، و37% يبيعون في الشارع، أماّ الباقون، فيتوزعون على 7 أنشطة مثل تلميع الأحذية، العتالة، التنظيف، قراءة الطالع…
كما تدخل الدعارة ضمن هذه الأنشطة إنما بنسبة 0.2% فقط، لكنّ 17% من الأطفال الإناث تعرضن لاعتداء جنسي أو اغتصاب، و46% من الأطفال تعرضوا لاعتداء جسدي من قبل المارة.
وفي سياق متصل يعد التسول أقل موارد الدخل بمعدل 13700 ليرة يومياً، وإذا عمل الطفل طوال أيام الأسبوع من دون تعطيل مهما كان نوعه، فإنّه يؤمّن دخلاً شهرياً يصل إلى نحو 500 الف ليرة شهرياً، بينما يقدر الدخل اليومي لفئة تنظيف زجاج السيارات بـ14100 ليرة/ يوم، وفئة قراءة الطالع بـ 18100 ليرة/ يوم، ليصل الدخل الأعلى الى 55000 ليرة/ يوم في فئة الدعارة. يُعطي 56% من الأطفال كل ما يجنون من عملهم للآخرين الذين غالبا ما يكونون أفراد أسرتهم.
وتوضح التقديرات ان 73% من أطفال الشوارع في لبنان سوريون، أتى 61% منهم الى لبنان خلال السنوات الثلاث الماضية. أما نسبة اللبنانيين، فهي 10%، مقابل 8% فلسطينيين، والجزء الباقي هم من عديمي الجنسية أو الأقليات الإثنية.
كما توضح النتائج البحثية ان نحو % 5 من إجمالي عيّنة الأطفال في الشوارع يعطون كلّ إيراداتهم اليومية "للريس" أو يتقاسمونها معه وتشير ايضاً إلى أنّ نحو % 2 من الأطفال يعيشون مع"
الريس" أو صاحب العمل الغريب عنهم.