اشارت أوساط سياسية متابعة الى انه وبرغم الانتكاسة الرئاسية، لم ينقطع التواصل بين رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل ونادر الحريري مدير مكتب الرئيس سعد الحريري.
ولفتت الاوساط لصحيفة "السفير" الى ان أحد اللقاءات بينهما "تمحور حول الطريقة التي بامكان الرئيس الحريري أن يقنع عبرها القيادة السعودية بخيار عون الرئاسي".
واضافت المصادر انه وطالما أن سقف اللقاءات لم يتجاوز هذه النقطة، فإن السؤال يتمحور حول سرّ التفاؤل في الرابية بحتمية تبني "المستقبل" انتخابه "في نهاية المطاف".
ولفتت الاوساط نفسها الى ان هذا التفاؤل ينطلق من الاستنتاجات التالية:
ـ استعداد الحريري للعب دور لمحاولة إقناع الرياض بانتخاب عون.
ـ دعوة السفير السعودي لدى لبنان علي عواض العسيري العماد عون الى عشاء اليرزة الشهير.
ـ ثقة العونيين غير المحدودة بتراجع أسهم سليمان فرنجية.
ـ تطورات الشمال السوري وما يُحكى عن انعطافة تركية ستجد ترجماتها في حلب قريباً.
ـ ضغط المهل المرتبطة بالانتخابات النيابية والتي يعمل «التيار الوطني الحر» على توظيفها لمصلحته.
ـ الاعتكاف الحكومي وتداعياته على مستقبل حكومة تمام سلام.
وباعتقاد عونيين أن الحريري "ما كان ليقبل بالتفاوض وتبادل الأفكار والعودة الى نقاش الضمانات، لولا حصوله على ضوء أخضر سعودي مبدئياً".
إلا أن الاوساط المتابعة تجزم "بأن الامور مجمدة حالياً، والحريري منهمك بقضاياه الخاصة أكثر من القضايا السياسية، كما أن سليمان فرنجية يتصرف على قاعدة أن وصوله الى القصر الجمهوري يحتاج فقط الى نزوله وكتلته الى جلسة الانتخاب من دون "كتلة الوفاء" و "تكتل التغيير" ولكنه لن يقدم على خطوة كهذه الا بالتنسيق مع حلفائه في قوى 8 آذار، وخصوصا حزب الله".
ورأت الأوساط نفسها أن "موجات التفاؤل التي تخرج من الرابية لا تفسير لها سوى تثبيت التواصل بين باسيل والحريري، لكن ليس بالضرورة أن تؤدي الى نتيجة، لأن المفاوضات المباشرة بين عون والرئيس الحريري حصلت قبل سنتين، ولم يكن هناك اشتباك إقليمي محتدم كما هو حالياً، ووصلت الأمور الى مرحلة الحديث عن رئاسة الحكومة والحصص الوزارية والضمانات المطلوبة... وكانت النتيجة صفراً، حتى أن عون لم يتمكّن من مجرد الحصول على جائزة ترضية تتمثل بترقية العميد شامل روكز الى رتبة لواء لإبقاء حظوظه قائمة في تولي قيادة الجيش، فكيف الحال، مع الاشتباك السعودي ـ الإيراني في كل ساحات المنطقة؟".
كما اعتبرت الأوساط أنه "ليس من الخطأ بث أجواء التفاؤل لإبقاء خيط رفيع من الأمل، بأن الأزمة السياسية قابلة للحل، ولو أن ذلك غير وارد في المدى القريب".