أعلنت مسؤولة بعثة المتحف البريطاني كلود ضومط سرحال عن مكتشفات اثرية هامة جديدة في موقع الفرير الاثري في صيدا القديمة حيث تم العثور على معبد مصغر، محارق بخور وأواني طعام جديدة لطقوس العبادة في صيدا (2000-1000 قبل الميلاد) واكتشاف الحقبة الفنيقية النادرة من العصر الحادي عشر قبل الميلاد، وذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته في مكتب المديرية العامة للاثار في المدينة في حضور رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي واعضاء المجلس البلدي: كامل كزبر، نزار حلاق، الدكتور حازم بديع ومحمد البابا.
وتتواصل للسنة الثامنة عشر على التوالي اعمال التنقيب التي تقوم بها بعثة المتحف البريطاني في موقع الفرير الاثري تحت اشراف المديرية العامة للاثار فيما تجري اعمال وضع اساسات متحف صيدا الاثري ليضم كل هذه المكتشفات عند الانتهاء من انشائه.
واطلع السعودي من سرحال على المكتشفات الجديدة واستمع منها الى شرح مطول عنها منوها ب "العمل الجبار الذي تقوم به البعثة لجهة اهمية المكتشفات".
وقال:"هذا الموقع قد يكون فريدا من نوعه في العالم، هناك متحف يتم انشاؤه فوق الحفريات نفسها وهذا لا يوجد منه في العالم. لذلك نحن فخورين بما نراه اليوم وهو نوع من الذهول وفي نفس الوقت نحن فخورون ان بلدنا غنية بالتاريخ وبالحضارة لا شك ان صيدا ستفرح وستفتخر بنفسها بهذه الحفريات".
واعتبرت سرحال أن "هذه المكتشفات تروي تاريخ المدينة وتظهر تسلسل الحقبات والطقوس التي كانت سائدة آنذاك".
وقالت: "للسنة الثامنة عشر على التوالي ننقب هنا في صيدا والمكتشفات السنة مهمة جدا والاهم انه تم العثور على حقبة تاريخية نادرة الوجود على هذا الشاطىء اللبناني السوري ، كل ما وجدناه نستفيد منه لنفهم الطقوس الدينية الكنعانية والفينيقية في صيدا، في معبدنا العصر الالفين قبل الميلاد تم العثور على مصغر لمعبد كنعاني كان يحتوي صورة الالهة عشتار، الاسد الموجود يمثلها، وفي هذا المعبد عمره 1600 قبل الميلاد".
أضافت: "عثرنا ايضا على مبخرة كانت تستعمل ضمن هذه الطقوس الدينية ووعاء لوضع الطعام واواني طعام .خارج المعبد عثرنا هذه السنة على فخارة نادرة الوجود لان صفتها تغيرت، كانت فخارة ولكن البسوها عقد وجنسوها كأنها امرأة وجدناها مع طفلين في مقبرة ومن شخص الفخارة لتصبح اما تبقى مع الطفلين في العالم الثاني وهذا يدل على ايمانهم بالحياة الثانية بعد الموت".
وتابعت: "للعصر الفينيقي طبقة تاريخية غير معروفة لأن شعوب البحر هدموا كل المدن الساحلية ولكن في صيدا لم يحصل أي أمر، في صور وصيدا كان التاريخ مستمرا، ولكن ولا مرة كان لدينا حياة تدلنا على ذلك واول مرة نزلنا في المعبد ووجدنا الطقوس الدينية المستمرة للعصر الحادي عشر غير المعروف ابدا".
وأضافت: "هذه المكتشفات تساعدنا على تركيب قصة على اكتشاف التاريخ وتراتب الحقبات وماذا تعني وكيف كانوا يعيشون وما هي عبادتهم وطقوسهم وكيف كانوا يتصرفون. هذه ليست فقط مجرد مكتشفات وانما تاريخ ونحن نركب تاريخ هنا في صيدا الذي كان غير معروف على الشاطىء اللبناني وهنا تكمن أهمية هذا الموقع وطبعا كل هذه القطع سيحتويها المتحف الذي يتم انشاؤه وهو متحف مهم جدا".