شكّل الياباني هيرومو إينادا حالة خاصة في أولمبياد طوكيو 2020، إذ لا يشارك فعلياً في المنافسات، لكنه يطمح للحصول على "نصائح هامة" من الرياضيين المشاركين، قبل مشاركته في بطولة العالم للرجل الحديدي "آيرون مان"، وهو في عمر التاسعة والثمانين.
وقال إينادا الذي يحمل الرقم القياسي العالمي في كتاب جينيس، لأكبر رجل سناً ينافس في مسابقة الرجل الحديدي في حديث لوكالة فرانس برس، أنّه لا يزال يطمح للتعلم، مضيفاً "ألتزم في تماريني، والأمور تسير على نحو جيد، إنها ممتعة".
ويتألف نظام المنافسة القائم على رياضة الترياتلون، من سباحة لمسافة 3.86 كيلومتراً، وركوب الدراجات الهوائية لمسافة 180.25 كلم وماراثون للركض لمسافة 42.2 كلم، وقد سبق لإينادا أن فاز باللقب ثلاث مرات في فئته العمرية، لكنّ التزامه تجاه هذه الرياضة يتخطى كل الحدود.
هذه الدورة الأولمبية الثانية التي يتابعها إينادا في طوكيو، بعد أن تابع أولمبياد عام 1964 عندما استضافت العاصمة اليابانية الحدث الرياضي الأشهر عالمياً، وكان يعمل حينها كمراسل لشبكة الإذاعة العامة، لكنه يؤكد أنّ "الأجواء حينها كانت مختلفة تماماً".
ويحاول إينادا تنسيق وقت تمارينه بطريقة تتلاءم مع متابعة المجريات الأولمبية، فيستهل نهاره عند الساعة السادسة صباحاً في حوض السباحة، قبل أن ينتقل لركوب الدراجة الهوائية لساعات، ويتبع نظام حمية خاص به للمحافظة على لياقته، ويرتكز في نظامه الغذائي على السمك، الخضراوات وحساء الميسو الياباني التقليدي، بالإضافة إلى الأعشاب البحرية وطبق فول الصويا المخمر.
تمكّن إينادا من الفوز بفئته العمرية في بطولة العالم للرجل الحديدي عام 2012 في هاواي، حين كان في سن الثمانين، وعاد للمحاولة بعد ثلاث سنوات، لكنه تعثّر مرتين قبل الوصول إلى خط النهاية، فتخلف بخمس ثوان فقط من أجل اعتباره من الواصلين إلى نقطة النهاية.
وتلقى إينادا العديد من رسائل الدعم من متسابقين أجانب عبر فيسبوك "رغم أنني لم أكن على معرفة بهم"، فإزداد إصراراً، وقرّر المحاولة من جديد "أخذت هذا القرار حتى لو تعثرت أو كنت مضطراً للكفاح من جديد".
وبالفعل، نجح في إكمال السباق في العام التالي، ومرة أخرى في العام 2018، ليصبح الرجل الأكبر سناً الذي يصل إلى خط النهاية، وذلك عن عمر 85 عاماً و328 يوما، ولم يكتف، حيث يُخطط للاستمرار العام المقبل في سنّ التسعين "الناس تضحك، لكنني أعيش حالياً سنوات شبابي، وأشعر بسعادة العيش".