تايلاند تعتقل لاعباً بحرينياً لاجئاً في استراليا .. والتهمة سياسية
قبل نحو ثلاثة اسابيع القت الشرطة التايلاندية القبض على اللاعب البحريني حكيم العريبي المقيم في استراليا كلاجىء سياسي، وذلك فور وصوله الى العاصمة بانكوك، التي تنوي ترحيله الى البحرين.
وبحسب صحيفة the guardian البريطانية، لم تنجح محاولات منح العريبي الجنسية الاسترالية، في محاولةٍ للمساعدة على إطلاق سراحه من السجن التايلاندي وحمايته كلاجىء من خطر الاعتقال لدى وصوله الى البحرين.
وقدَّم محامون عن العريبي، مدعومين من معهد الخليج للديمقراطية وحقوق الإنسان، بحسب "الغارديان" التماساً لوزير الشؤون الداخلية الأسترالي،
وقالت المحامية لطيفة الحولي: "يتطلب هذا الامر تدخلاً حكومياً طارئاً، ويوضِّح موقف أستراليا من حماية اللاجئين الشرعيين".
وأضافت: "هذه مسألة مصلحة قومية، تتجاوز بكثيرٍ معايير المصلحة العامة المستخدمة لتقييم التدخلات الوزارية".
وكانت وزارة الشؤون الخارجية والتجارة الأسترالية، التي بدأت مساعدة اللاعب البحريني العريبي فور احتجازه عبر الموظفين القنصليين في العاصمة التايلاندية بانكوك.
لكنَّ وزارة الشؤون الداخلية قالت الأربعاءالماضي إنَّ الوزير لا يملك سلطة منح الجنسية تلقائياً، ولا بد من أن يُلبِي الأشخاص كافةً الذين يتقدمون للحصول على الجنسية الأسترالية المُتطلبات القانونية بموجب قانون الجنسية الأسترالي لعام 2007، من أجل الحصول على الجنسية".
لكنَّ داعمي العريبي اكدوا أن القانون يسمح بسلطة تقديرية وزارية، إذ قالت فاطمة يزبك، المتحدثة باسم معهد الخليج للديمقراطية وحقوق الإنسان: "نحث الحكومة الأسترالية، وخصوصاً وزير الشؤون الداخلية بيتر دوتون، على منح حكيم العريبي الجنسية الأسترالية، في محاولة لإنقاذ حياته من الخطر الوشيك الذي سيواجهه في حال ترحيله إلى البحرين".
وأضافت: "تفتقر السجون البحرينية إلى الحد الأدنى من معايير حقوق السجناء، ويعاني السجناء السياسيون ظروفاً مزرية وغياب الحقوق الأساسية".
جديرٌ بالذكر أنَّ اللاعب البحريني العريبي قُبِض عليه عند وصوله إلى بانكوك قبل 3 أسابيع، بموجب نشرة حمراء من الشرطة الدولية (الإنتربول)، سُحِبَت بعد ذلك.
وتظل هناك تساؤلات عالقة عن الكيفية التي علمت من خلالها السلطات البحرينية بأنه كان مسافراً إلى تايلاند، وكيف استطاعت بعد ذلك استصدار نشرة حمراء مُخالفة لإرشادات الإنتربول، التي تحظر إصدار نشرات الاعتقال بحق اللاجئين، وكيف لم يُثر أي انتباه في أستراليا حين أخطرت قوة من الشرطة الاتحادية تايلاند بخطط سفره، وقد طالبت الحكومة الأسترالية بعودته الفورية.
ونال البحريني حكيم العريبي دعماً قوياً من مجتمع كرة القدم في أستراليا وعلى الصعيد الدولي، وكذلك من شخصيات بارزة مثل قادة المنتخب الأسترالي لكرة القدم السابقين كريغ فوستر وكريغ مور وأليكس توبين وبول ويد.
وضغطت هيئات دولية لكرة القدم، منها الاتحاد الدولي للاعبين، مباشرة على رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة.
ويُعَد الشيخ سلمان أحد أفراد الأسرة البحرينية الحاكمة، وكان هدفاً لانتقادات علنية من جانب العريبي في عام 2016، لعدم حمايته الرياضيين البحرينيين الذين استُهدِفوا بسبب مشاركتهم أو مشاركة عائلاتهم في انتفاضة الربيع العربي.
وكتب الاتحاد الأسترالي: "نعي أنَّ الظروف معروفة جيداً بالنسبة لك، وكذلك تفاصيل طلب البحرين تسليم حكيم".
وأضاف: "لا يمكن أن تشهد اللعبة أي لاعب كرة قدم لاجئ يعاني الأذى أمام ناظريها. ولا توجد قضية أهم لكرة القدم، باعتبارها لعبة دولية وعالمية، من حماية الضعفاء أمثال اللاعبين اللاجئين، من الاحتجاز والتعذيب".
وفي حال رُحِّل العريبي، فسيكون لمحنته تداعيات أكبر بالنسبة لحُرمة وضعية اللجوء دولياً. إذ قال فيل روبرتسون، نائب مدير قسم آسيا في منظمة هيومن رايتس ووتش، للنسخة الأسترالية من صحيفة The Guardian البريطانية، الأسبوع الماضي، إنَّه في حال سلَّمته تايلاند إلى البحرين، فهذا سيعني أنَّه ليس بإمكان أي لاجئ السفر بأمان عبر تايلاند.