أميـن عام النجمـة السابـق سعـد الديـن عيتانـي يخرج عن صمته "ويُطلق النار" في كل الاتجاهات

خاص - الجديد سبورت
منذ خروجه من نادي النجمة مع رفيق دربه صلاح عسيران بعد أكثر من ثلاثين عاماً من العمل الإداري، تاركين الساحة لرئيس النادي الحالي أسعد الصقال وفريق عمله، لم يخرج أمين عام النادي السابق سعد الدين عيتاني إلى الإعلام، ولم يصدر عنه أي شيء سلبياً كان أم ايجابياً، ويبدو أنه "حان الوقت لدق ناقوس الخطر" حسب رأيه، ما دفعه إلى الكلام، وتحديداً لموقع "الجديد سبورت"، مصوّباً في جميع الاتجاهات داخل النادي وخارجه بما فيها مسؤول قطاع الرياضة في تيار المستقبل، متحدثاً عن أسباب قراره بالابتعاد وعن "السكوت الطويل وقلة الوفاء وديون النادي والموازنة وعقد حسن معتوق ماضياً وحاضراً وعقد هيبكو والمراهنات والدعاوى القضائية والمحسوبيات وجوائز الترضية والتخبط الإداري وصفقات اللاعبين والكيدية تجاه البعض لإخراجهم وتدمير (مشروع جمال الحاج) ومستقبل النادي بما فيه محمد إدلبي ومحمد ابراهيم وجمال كلش وأندرو صوايا وعلي الحاج ومحمد سكاكيني ومحمود العقاد والمدرب بونياك وسواهم"، مهدداً بفضح ما يملك من وثائق.

في البداية، تحدث عيتاني عن سبب استقالته قائلاً "أنا لم يكن لديّ أصلاً الرغبة في الترشح للإدارة الحالية، وهذا أمر يعرفه الجميع، ولكن "مونة" الاستاذ صلاح عسيران عليّ أجبرتني على تقديم ترشيحي في اليوم الأخير المتاح للترشح، حيث أبلغني أنه سيسحب ترشيحه إذا لم أبق في النادي، وبيننا انسجام تام، وهو قدم الكثير للنادي في الوقت الذي تخلى الكل عنه، ولولاه يقيناً لأُقفل النادي أو التحق بكبارٍ سبقوه إلى الدرجات الدنيا، وقد اتفقنا على إنهاء الموسم الأول ومن ثم ترك المهمة في الإدارة كقرار مسبق مني".
وأضاف "لذلك، فإن من المعيب التعرّض للأستاذ صلاح عسيران في إحدى المقالات الصحفية، خصوصاً أنه كان قد تنازل قبلها بأسبوع فقط عن شيكات بستين ألف دولار سلّفها للنادي في وقت سابق من جملة أموال تبرع بها طوال سنوات قدم خلالها لم يقدمه سواه، وبدلاً من توجيه كتاب شكر، وجهوا له طعنة في الصدر ما يدل على أساليب لم نألفها في أجواءنا التي كانت دائماً متناغمة، وأؤكد أن رئيس النادي لا يريد عودة صلاح عسيران لأنه لا يتحمل وجود أي شخص قوي وفعال، بدليل أن الصورة الرسمية على صفحة النادي لا تضم الا الرئيس وأمين السر وغُيّب فيها جميع الأعضاء الحاليين".
وعن سبب خروجه للإعلام الآن بعد غياب طويل، قال عيتاني "من لحظة خروجي والأستاذ صلاح عسيران من النادي قررنا أن لا نتحدث بالموضوع، ولم يصدر عنا أي شيء إفساحاً بالمجال أمام الإدارة الجديدة للنجاح".
وأضاف "أتكلم الآن لأن السكوت لم يعد جائزاً، وقد سكتنا طويلاً كي لا نُتهم بالعرقلة، ونحن لا يهمنا المناصب، والدليل اننا استقلنا طوعياً وبغياب الانسجام، ولأننا شاهدنا أموراً بالجملة لا يمكن القبول بها، ولأنننا لم نكن نريد تفجير النادي من الداخل، فيما كان الطرف الآخر مستعداً لأي شيء، وقد كنا على صواب باعتراف الجميع".
ورداً على سؤال عن اتهامه وفريقه بالتسبب بديون النادي التي تعمل الإدارة الحالية على تصحيح مسارها، وعما إذا كان النادي يعاني مادياً، وأن خروجه إلى الاعلام الآن هو لكونه خارجه فقط وللاساءة لمن هم داخله، قال عيتاني "عندما استلمت الأمانة العامة، كان النادي مديوناً بحوالي 250 ألف دولار، وهو المبلغ نفسه الذي كان النادي مديوناً به مع دخول الإدارة الحالية، ولم يطرأ على الدين أي زيادة، وهذا الواقع موّثق لديّ وفي حسابات النادي، أي أنه لم يكن لدينا فائض على الرغم من أن مصروفنا السنوي كان يزيد على المليون دولار سنوياً، ويصل الى المليون ومائتي ألف دولار أحياناً، ما يعني أننا نجحنا سنوياً في إقفال حساباتنا المالية بلا أي عجز. ومع خروجنا من النادي، أصبح مديوناً بحوالي خمسمائة ألف دولار بعد موسم واحد، واليوم يحكى عن ثمانمائة ألف على الرغم من مداخيل كبيرة معروفة، فكيف زاد العجز إلى هذه الحدود؟".
وأضاف "تأملنا خيراً بالإدارة الجديدة، أملاً في زيادة الموازنة، أي رفد النادي بأموال إضافية تزيد عما كان يُصرف في السابق، ولكن للأسف ظلت الإمكانيات محدودة، ووُضع سقف ابقى الأمور دون حجم الآمال، ووفق الواقع الذي تؤكده معلوماتي من أكثر من مصدر إداري حالي فإن عجز النادي الآن يفوق الثمانمائة ألف دولار".
وعما إذا كان قد حصل تواصلاً بالفعل لرأب الصدع بين رئيس النادي اسعد الصقال وعسيران، قال عيتاني "نعم، حصل مؤخراً تواصلاً مع الأستاذ صلاح عسيران بهدف وصل ما انقطع معه، وذلك عبر قناتين إحداهما عضو فاعل في الإدارة الحالية وثانيهما شباب نجماوي متحمس، وقد واكبت بعضاً منها نظراً لسفري الذي رجعت بعده لأعرف أن الأمور لم تصل لخواتيمها الإيجابية لأن النوايا لم تكن سليمة، إذ أن رئيس النادي الحالي لا يرغب بأن يظهر أحد في صدارة المشهد سواه، حتى ولو أدى ذلك إلى عجز يزداد تدريجياً وارتدادات على الرغم من الأصوات التي تصلنا من إداريين ولاعبين وجمهور ومدينين تدل على مدى ترهل الوضع للأسف، حيث يُدار النادي بعقلية هاوية في ظل ندرة اجتماعات الهيئة الإدارية وتخبط وغياب الرؤية".
ورداً على سؤال عن رأيه في موضوع المراهنات قال أمين سر النجمة السابق "لو استمع رئيس النادي إلى كلامي، لما وصلت الامور الى ما وصلت إليه، ولوّفر على نفسه أحداثاً كان بالامكان تجنبها، والكل يعرف رأيي ببعض الفنيين واللاعبين ممن عارضت انضمامهم، وقد أعفى الرئيس جميع الأشخاص الذين كنا قد طالبنا بعدم فتح الباب لهم".
وأضاف "في هذا الموضوع، هناك سؤال يُطرح، لماذا ترافقت قضية المراهنات مع ضجة إعلامية كبيرة، ففي البداية قال الرئيس أن شعبة المعلومات تدخلت بناء لتقارير صحفية ثم قال أنه بنفسه قدم الملف اليها، أي أن التضارب بأقوال الرئيس يدعو للتعجب. وفي الوقت نفسه، أذكّر بأحداث سابقة مشابهة أوقفنا فيها لاعبين وأبعدناهم دون ضجيج، إذ أن الضجة تضر بسمعة النادي، فلماذا سمح الرئيس بها بل قاد الضجيج والإساءة إلى النادي بنفسه؟".
وتابع عيتاني "هذا النادي أمانة، وإذا كانوا غير قادرين على المحافظة عليها فليتركوها لسواهم من أجل الجمهور والتاريخ الذي لا يرحم معاً، وهنا أطرح سؤالاً على رئيس النادي وهو المشهور برفع الدعاوى على كل من يتعرّض له، فقد وجه إليه اللاعب السابق علي ناصر الدين كلام خطير، فلماذا لم يرفع دعوى عليه، وهو ما استوقفني كثيراً بل أدهشني".
وعن رأيه بالوضع الإداري قال "من الواضح أن النادي يعيش تخبطاً ادارياً على الصعد كافة، وأسلوب الاستعلاء الإداري جلب لنا عداوات بالجملة، وخصوصاً من خلال الدعاوى التي رُفعت على بعض الجمهور الأمر الذي أساء لسمعتنا ككل، وهناك رسائل صوتية متداولة، والتعرض للإعلام، وكأن نادينا ليس رياضي صدره رحب، ما غيّب الاحترام في العلاقة مع الآخرين".
وتابع "التخبط الإداري ظهر في تعيينات عكست جوائز ترضية لمن يريدون استيعابه، وصار لدينا تخمة من المستشارين والأجهزة والمدربين يفوق المطلوب فقط من باب المحسوبيات، والرئيس الذي بشر الجمهور بتحويل النادي إلى مؤسسة لا يمكن أن يحصل بموظف واحد في مقر النادي".
وعن صفقة حسن معتوق ماضياً وحاضراً قال عيتاني "حسن معتوق لاعب كبير، يتمنى أي نادي ضمه لأخلاقه وفنياته، فالعائق المادي ليس أبداً سبب عدم التجديد، فحين تركنا النادي، وسوف أكشف سرّاً عنه وبالإذن منه، حصل اجتماع بيني وبينه بمعيّة الاستاذ صلاح عسيران الذي تكفل له شخصياً بدفع أي رواتب أو مكافآت في العاشر من كل شهر في حال عدم دفعها من النادي، وأعطى تعليماته لمحاسبة مكتبه بهذا الشأن".
وأضاف "أكشف للمرة الأولى أن التوقيع مع حسن معتوق حصل في مكتب رئيس النادي الحالي بحضوري وحضور الأستاذ صلاح عسيران وهو الذي وقع العقد، علماً أن الاتفاق تم قبل ذلك بكل تفاصيله ولم يكن الصقال قد أصبح رئيساً بعد، وكانت الغاية أيضاً أن يكون الرئيس في الصدارة، وهو لم يدفع أي مبلغ منه أبداً، بل أن قيمة الصفقة تمت تغطيتها من بدل انتقال اللاعبين خالد تكجي وربيع الكاخي ولاحقاً أقفل السيد معتز زريقة مبلغ خمسين ألف دولار، ".
وتابع عيتاني "أكشف للمرة الأولى أيضاً أن التعاقد مع "هيبكو" حصل فعلاً من خلال علاقتي وقرابتي بصاحب الشركة ومتابعة السيد محمد إدلبي مدير النادي السابق للموضوع، وقبل قدوم الرئيس أسعد الصقال إلى النادي، ثم جرى توقيعه في عهده بغاية منا في إبرازه، 
وتحدث عيتاني بشكل هجوميّ عن علاقة الإدارة الحالية باللاعبين والمدربين والجمهور والإعلام فقال "من يريد أن يكون بطلاً، عليه أن يكون متواضعاً، ففي الفترة الأخيرة، وصل الأمر بالنادي إلى تسريب تسديد رواتب اللاعبين إلى الإعلام، مع أن ذلك حق من حقوقهم. وأين تحفيز اللاعبين ودفع مكافآتهم في وقتها وقد فاز الفريق في عشر مباريات دون أن ينال مكافآته، فكيف نطلب منه أن يلعب؟، وكيف يمكن أن تربح بطولة والمصاب نوقف عنه الرواتب؟ ... هناك هوة كبيرة بين اللاعبين والإدارة ورئيس النادي، بل أنه استعمل بعضهم للدفاع عنه وعن طريقته، فهل هذه إدارة؟، وهل يجوز وضع اللاعبين في مواقف حرجة؟ والإدارة الحقيقية تدافع عنها انجازاتها". 
وأضاف "لا يجوز أن يكون نادي النجمة حقل تجارب ولا أن نبيع لاعبين لديهم مستقبل باهر لنجلب لاعبين على باب الاعتزال، فمن نتنازل عنه احتجنا لوقت طويل لضمه والهدف هو تأمين التمويل ليس الا".
وتابع عيتاني مهاجماً بعنف رئيس قطاع الرياضة في تيار المستقبل حسام الدين زبيبو بالقول "هناك أشخاص آخرين عوملوا بكيدية وحرموا من حقوقهم، وأقصد الكابتن محمد ابراهيم الذي أعطى الكثير من وقته وحياته وحتى من جيبه، وهو ما شكل ضربة أخرى للقواعد والأخلاقيات التي بني عليها النادي، وهو أيضاً أحرجوه وأخرجوه. وينطبق ذلك، على تاريخ نادي النجمة الكابتن جمال كلش (الكويس الجديد)، وهو أعطى الكثير الكثير، وقد دفعه عدم الالتزام معه والتخلي عن أشخاص مثل محمد سكاكيني ومحمود العقاد وسواهم. يمكن للإدارة أن تتخلى عن أشخاص لسبب ما ولكن أن تحفظ لهم حقوقهم ولو بالتقسيط، وأناشد المعنيين كف يد حسام الدين زبيبو عن نادي النجمة لأنه والرئيس أوصلا النادي إلى الحضيض".
وفي السياق، تابع عيتاني "أتساءل أيضاً، لماذا لم يُمنح المدرب بونياك الفرصة، وأقيل عند الخسارة الأولى، دون أن أن يُعطى أي مجال في ظل "حرتقة" متواصلة عليه تشبه تلك التي تعرض لها الكابتن جمال الحاج، ولو لم نجمّع نقاطاً كافية في مرحلة الذهاب بمعية بونياك أين كنا في ترتيب الإياب؟ ... وحين نفكر جلياً، فإنني أخشى مما سيحصل في الموسم المقبل، إذ أن السياسة المتخبطة مستمرة".
وأضاف مهاجماً محيط رئيس النادي "اذا أراد رئيس النادي إصلاح الأوضاع، عليه التخلص من الأشخاص المتسلقين الذين استقدمهم والاتيان بمخلصين للنادي، لأن كل المحيطين به لا يفقهون باللعبة. وعلى سبيل المثال، نحن نشهد تدميراً ممنهجاً للفئات العمرية، فموسى عاشور شخص نجماوي مخلص ولكن ذلك لا يكفي، فعدم صرف بدل نقل أقله من النادي لهذه الفئات أمر معيب، ويحكى عن تخلي محتمل عن علي الحاج وأندرو صوايا وغيرهم وهو أمر خطير للغاية، فكيف نتخلى عن حارس المرمى أحمد تكتوك وليس لدينا إلا علي السبع؟. وإذا كان تمويل النادي سيتم عبر بيع هؤلاء، فنحن مقبلون على مصيبة".
وتحدث عيتاني عما وصف بـ "مشروع جمال الحاج" فقال "الادارة الحالية ضربت مشروعنا والذي أطلق عليه اسم "مشروع جمال الحاج" الذي نعتز بأخلاقه ومناقبيته بعكس بعض لاعبين ومدربين مرّوا على النادي وتحوم حولهم الشبهات، وقد قدّم جمال الأعز لديه لنادي النجمة، أي يوسف وعلي، وما مورس على علي الحاج من تعسف، وهو خليفة حسن معتوق، ومن تغييب لإحراجه وإخراجه، هو أمر معيب للغاية، بل هو فضيحة".
وقال عيتاني بالحديث عن موازنة النادي فقال "ليس المهم أن نقول أن ميزانية نادي النجمة هي الأكبر في لبنان، فالميزانية هي أرقام على الورق، والأهم هو ما يُنفذ منها وما ينجح رئيس النادي في الاستمرار بتطبيقه".
وقال عيتاني "أنصح الرئيس بأن يبحث عن مخرج لائق من نادي النجمة، فنحن لا نقبل أن يتعرض النادي و"مقام" رئيسه إلى هذا الكم من الاهانات التي نتابعها على وسائل التواصل الاجتماعي، ولا نقبل أن يخرج الرئيس يوماً ما تحت ضغط الجمهور"، مضيفاً "كما سبق وذكرت، أنه في إحدى المقالات الصحفية، تمت الإشارة إلى ذمم قديمة، وقد أوضحت أن ذلك غير دقيق، وأنصح من يهمهم الأمر أن لا يجرّبونا فعندي كل الوثائق التي تثبت مصدر الديون، وأرجو أن لا يجبروني على نشر ما أملك منها، فذلك لا يليق بالنادي".