"من بعد هالعمر كبيرة المزحة هاي"// زياد الرحباني "لاحق تروح" و"صعبة العيشة هيك"/ والأصعبُ منها حينَ تبتلعُ اللغةُ الكلمات/ وأمامَ الخَسارة لا نجدُ ما نقولُه إلا بلسانِ مَن رَحَلوا// في خبرِ موتِك ومِن فَرْطِ أنانيتِنا لحضورِك المُثقَلِ بانكساراتِنا لن نصدِّقَ أنَّكَ ما عُدتَ بينَنا// من حقِّنا عليكَ أن تَظلَّ ساهراً علينا وإنْ نحنُ غَفَونا من زمنٍ/ ولأنَّ مَن مِثلُكَ لا يحقُّ لهُمُ الرحيلُ في أزمنتِنا الصعبة فإنَّ بلداً مثلَ لبنان بلا زياد الرحباني فقدَ عِلَّةَ فهمِه/ وأنتَ الذي بعينِ البصيرةِ الثاقبة رأيتَ إلى أين تتجهُ الأمور/ وبوعيِ العبقريِّ الملتزِمِ شؤونَ الناسِ البسطاء/ جعلتَ المسرحَ خَشَبةً في هواءِ البلد الطَّلْق/ وعليها نَطقتَ بأوجاعِ الناس وأفراحِهم وهمومِهم وأحلامِهم وواقعِهم المُرّ/ بالنقدِ حيناً وبالكوميديا السوداءِ أحياناً كثيرة/ نقّبتَ بين المعاني العابرة عن أبسطِ الكلمات لترسُمَ دواخلَنا على وجوهِنا وتَعبُرَ منّا إلينا/ وبتواضُعِكَ والتصاقِكَ معَ الشارع رسمتَ ضجيجَ الحياةِ ويومياتِها جُملاً على سُلَّمِ الموسيقى/ أَقمتَ للعشاقِ بيوتاً على أرصفةِ المدينة/ ودَعَوتَ ا