مقدمة النشرة المسائية 29-09-2022

2022-09-29 | 15:50
مقدمة النشرة المسائية 29-09-2022
طَبَعَ مجلسُ النواب اليومَ أوراقاً بيضاء من فئةِ الفخامة، لكنّها غيرُ قابلةٍ للصرف إلا تحتَ سقفِ التوافق وهي أوراقٌ تَعكِسُ في باطنِها عجزاً عن تجميعِ الرئيسِ المكسّر، الواقعِ بين ثنائيٍ مقرّرٍ وثالثٍ معطل وأكدت جلسةُ اليوم أنّ الفراغَ سيَحكُمُ طويلاً، وما فرّقته السياسة لن يَجمعَهُ البرلمان.. وسننتظرُ كثيراً قبل أن نُصنِّعَ رئيساً يَحظى بتأمينِ الثُلُث للحضور والنِصف زائد واحد للانتخاب هي المُهمةُ التي تبدو مستحيلةً إلى تاريخِه، بعدَ جلسةِ كَشْفِ النوايا في مجلسٍ لا غالبيةَ فيه لأيِ فريق.. وتَحكُمُه مجموعاتٌ تُقيمُ الكمائنَ وتَنصِبُ الحواجزَ وتتربِصُ لبعضِها وتَحرِقُ أسماءً ومراحل لا أحدَ عينُه على البلد.. والعيونُ السياسية تراقبُ خُطُواتِ خصومِها لإنزالِ أشدِ العقوبات بالمرشّحين، وصُندوقِ الانتخاب الذي بدا وحدَه حزيناً ينتظرُ أن يَسقُطَ في حِضنِه رئيس لكنّ المزايداتِ احتلتِ الصُندوق وفُضّت سيادتُه، فانهالت عليه بالسوطِ النيابي وبأسماءٍ هاربة من إجماعِها.. فكانتِ النتيجةُ أنْ طَفَتِ الورقةُ البيضاء على سطحِ الصُندوقِ الخشبي بثلاثةٍ وستينَ صوتاً لقُوى أمل حزب الله والتيار والحلفاء فيما تفوّقَ ميشال معوض على "لبنان" بستةٍ وثلاثينَ صوتاً أما المرشحُ الذي لا تُغويه الرئاسةُ سليم إدة فقد استطاعَ بخبراتِه التجارية أنّ يَجمعَ أكثرَ من ألفٍ وأربعِمئةِ قِطعةٍ من الأحجارِ النادرة، في أكبرِ مُتحفٍ من نوعِه في العالمِ العربي.. لكنّه لم يتمكّن من جمعِ أحجارِ المعارضةِ اللبنانية الكريمة ونال إدة من دونِ ترشُّح أحدَ عَشَرَ صوتاً تغييرياً.. ليُسجِّلَ نوابُ الثورة تمايزَهم عن كُتلتي القوات والكتائب والمستقلين وأَظهرَ ذلك تباعداً في الموقف قد يَنسحبُ على الجلَساتِ المقبلة.. بما يَضَعُ القُوى التحرّريةَ في المِنطقة غيرِ القادرة على الحسمِ أو التفاوضِ على اسمٍ جامع واندلعتْ بُعيدَ الجلسة معركةُ تطييرِ النِصاب، والتي تربّصَ فيها كلُ طرفٍ للآخَر.. لكنّ الجميع لم يكُنْ لمصلحتِه إبرامُ صفقةٍ على جلسةِ الدورةِ الثانية لأنّ الضياع كان سيّدَ المجلس فالنائبة حليمة قعقور اتَّهمت القوات.. والقوات دافعتْ عن نفسِها.. ودَفعت بالبراءة بشهادةِ الشاشات والرأيِ العام لكنْ وفيما كان الرئيس نبيه بري يفتّشُ عن نائبٍ لإتمامِ النِصاب.. شُوهِدَ النائب أنطوان حبشي مدخّناً في إحدى الغرفِ الجانبية ويراقبُ الجلسة عبْرَ التلفزيون والقوات وإنْ حَضَرت لتأمينِ النِصاب واقتَرعت لميشال معوض.. فإنّها لم تَخُضْ معركةَ كسرِ عضم لمرشّحِ زغرتا ولو كان معوض مرشّحَها للتحدّي لَحَضرتِ الجلسة النائبة ستريدا جعجع التي تغيّبت من دونِ عذر وهي الحالُ معَ الكتائب التي غابَ من كتلتِها سليم الصايغ بِلا عذر ومن هنا فإنّ اسمَ معوض عَبَرَ الجلسة بتحدٍّ وليس كرئيسِ تحدّي كما طالبَ الدكتور سمير جعجع وعلى "ميشو شو" اختَبرَ الاشتراكي اللُعبة، ومَنَحَ معوض أصواتَ الكتلة ليَرفَعَ عنه الحِمْل.. قبلَ أن يقرِّرَ لاحقاً السيرَ في خطِّه الأصلي "كبيضة قبّان"، وبينَ ورقةٍ بيضاء وآيادٍ سوداء وألعابٍ نارية على حبالٍ سياسية.. لا يَلتفِتُ عاقلٌ من الكتل إلى مصيرِ بلدٍ بأبنائِه المتناثرين، المسلوخينَ في المالِ والمعيشةِ والاقتصاد.. فيما مجلسُ النواب من رئيسِه إلى أخمصِ نوابِه يُحوّلونَ الجلَسات إلى مسرحياتٍ هَزْلية.
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق