وقد أصبح منتجه "ترند" خلال ساعات قليلة في الأردن، وسرعان ما اندثرت فكرة المشروع لعدم الإقبال عليه. لكن تم إحياء هذه الفكرة قبل أيام من قبل أحد المطاعم الأردنية.
الى ذلك فان المؤيدين للفكرة قالوا إنها تجربة جديدة وجميلة ويجب تطويرها والعمل عليها، لتكون علامة تجارية مسجلة وخاصة بالأردنيين على غرار البيتزا الإيطالية، فيما اعتبر الطرف المعارض للفكرة أنها "إضاعة لهيبة المنسف" الأردني الذي يقدم كنوع من الكرم الأردني المعروفة لكل الشعوب.
اما المعارضون لها فاعتبروا أن ما قام به صاحب الفكرة هو "إهانة لمكانة المنسف" بين الأردنيين، وهو عنوان للأصالة الأردنية، فيما اعتبر المؤيدون للفكرة أنها تجربة جديدة من نوعها لن تطول كما حصل مع فكرة "المنسف بالكاسة" وهي فكرة راجت بالأردن قبل سنوات ببيع المنسف على شكل مشروب داخل كوب، لكنها لم تلق رواجاً.
ومنسف البيتزا، ليست الفكرة الأولى المثيرة للجدل بالطعام الأردني، حيث سبقها "شوكولاتة الجميد" التي ابتكرها الشيف الأردني عمر سرطاوي، عندما اعتقد متابعون على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في بدايات تسويقها أنها مجرد دعابة. ولم يتوقع محبو الطبق الأكثر شعبية وشهرة في البلاد "المنسف" الذي يعتمد على مكوّن أساسي هو لبن "الجميد" ومصدره لبن الماعز المجفف والمعاد تذويبه وطبخه مع اللحم، بأن يتحول اللبن إلى شوكولاتة بيضاء فاخرة تجوب العالم.
وتمكن السرطاوي، الذي يهوى إعادة اكتشاف المطبخ الأردني في أطباق جديدة تمزج بين العراقة والحداثة، بعد تجارب امتدت لفترة أربعة أشهر، من اختبار تركيبة جديدة، وأنتج شوكولاتة بيضاء مغلفة بالجميد المجفف وبنسب محددة، لا تطغى فيها حموضة وملوحة الجميد ونكهته المميزة على المنتج.
ويُعدّ "المنسف" الطبق الوطني الأردني وترتبط نشأته بحرب قديمة وبتطور تاريخي، وصمد على مدى آلاف السنين في الأردن، رمزاً للأصالة وكرم الضيافة، وهو الطبق المفضل للأردنيين أيضاً في شهر رمضان.
ويُطبخ "المنسف" الذي يوصف بأنه "سيد المائدة الأردنية" بلحم الأغنام البلدية، وكرات "الجميد" المحضرة من حليب الأغنام البلدية، والسمن البلدي، والأرزّ، واللوز والصنوبر لتزيينه.
يذكر أن المنسف أدرج في ديسمبر الماضي على لائحة التراث الثقافي غير المادي (الحيّ) لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).