وكتب بسام كوسا مقالاً تحدّث فيه عن زياد الرحباني بعنوان: "تركني عالأرض وراح"، مشيراً إلى أنه لم يحاول في حديثه أن يمدح زياد الرحباني لأنه كان يكره هذه الأشياء ويستاء منها، واصفاً إياه: "كل ما أستطيع قوله إنّ هذا الرجل كان بسيطاً كرغيف خبز، عميقاً كالمنام، صادقاً كالألم، لم يتجمّل أمام الحياة، ولم يخادعها، بل كان ينظر بعينيها مباشرةً، من دون مواربة أو تلاعب".
وأشاد بسام كوسا بقدرة زياد الرحباني على إنتاج الألحان وكتابة الكلمات والمقالات والمسرحيات، قائلاً: "يا صديق أكثرنا، قلت ما لم نستطع قوله (موسيقى، مسرح، غناء، إذاعة، مقالات، آراء، مواقف، محبة...) قلتها بكل صدق وجرأة ونبل وإبداع"، مشيراً إلى أنه كان يصيبهم بالدهشة في كل عمل بسبب قدرته على الإبداع من جديد.
ووصف بسام كوسا لحظة وفاة زياد الرحباني بالغفلة التي سببت الذهول للجميع، قائلاً: "وعلى غفلة منا، وفي لحظة فجيعتنا عندما رُحت، جمعنا، ذاهلين، كل ضحكاتنا في سلة قش واحدة، وبلمحة بصر تحولت كل هذه القهقهات إلى ألم خارق".
واستعان بكلمات زياد الرحباني ليصف ألم فقدانه قائلاً: "هذا الوجع المباغت ذكرني بما قلت أنت: شيء جديد، على نفس النسق القديم، بس شيء جديد".
واسترجع بسام كوسا بعض اللقطات وتفاصيل حواره مع زياد رحباني قبل أكثر من 17 عاماً، مشيراً إلى أنه شعر بالخجل بسبب الإطراء عليه ووصفه بالظاهرة، قائلاً: "قلت لك مرة، أثناء حوارنا عام 2008: إن الأمم تنتظر أن تمنحها الحياة حالة إبداعية متفردة كل خمسين عاماً، ففي الثلاثينيات ظهر سيد درويش، وفي الثمانينيات كنت أنت. انتابك حينها كم كبير من الخجل والارتباك، إلى درجة أنك لم تعرف بماذا تجيب، لقد تلعثمت بوضوح".
وشدد بسام كوسا على أن ألحان وفن زياد الرحباني سيظلان حاضرين لأجيال قادمة، وسيبقيان بالنسبة للكثيرين بمثابة السند المعنوي والوجداني، قائلاً: "سنظلّ نسمعك ونتذكّرك، قد يكون لأجيال قادمة، وستبقى محرّضاً قوياً على العطاء والحب والتفاؤل، فما قدمته في مسيرتك الطويلة القصيرة سيبقى ضوءاً يدلنا إلى هناك، إلى حياة أفضل وأشرف، فقد كنت خير مَن يوصل الرسالة لمن يريد أن يقرأها".
واختتم بسام كوسا رسالته إلى زياد الرحباني بكلمات مؤثرة قائلاً: "هذا بعضٌ من زياد. ستبقى بيننا أزماناً طويلة، أيها الساحر الخلّاق المبدع".
ونشر بسام كوسا صورة نادرة لزياد الرحباني في طفولته خلال عزفه على البيانو، وكتب عليها جزء م مقاله لرثاء صديقه، جاء نصها: "هذا زياد، هذا بعضٌ منه، يحق لأي إنسان أن يدّعي صداقته - لو لم يره حتى - لقد كان متاحاً للجميع، فهو حالة إنسانية إبداعية قلّ حدوثها".
وتابع: "لم أكن حقاً أرغب في الكتابة عن زياد، ترددت كثيراً، أحسستُ بأنني قد أُصبت بما يشبه الشلل، ترددت كثيراً".
تمت مشاركة منشور بواسطة Bassam Kouss بسام كوسا (@bassam.kousa.official)