الصوت الذي عبر حدود الزمن والحدود الجغرافية ما زال حتى اليوم رمزاً للهوية اللبنانية وذاكرة وطن بأكمله.
وُلدت نهاد وديع حدّاد، التي عُرفت لاحقاً باسم “فيروز”، في الحادي والعشرين من تشرين الأول عام ألفٍ وتسعمئةٍ وخمسٍ وثلاثين. طوال واحدٍ وتسعين عاماً، حملت “جارة القمر” وطنها في صوتها، وغنّت أفراحه وأحلامه ووجعه، لتصبح ركناً ثابتاً من صورة لبنان الثقافية أمام العالم.
وعلى الرغم من الحزن الكبير الذي عاشته فيروز هذا العام بعد رحيل ابنها الفنان زياد الرحباني، لم يمنع ذلك محبّيها من الاحتفال بعامٍ جديد من حضورها الذي لم يخفت يوماً.
عدد كبير من الفنانين والإعلاميين سارعوا إلى معايدتها بكلمات تعكس مكانتها الاستثنائية. الفنانة إليسا غرّدت عبر "إكس" قائلة: “فيروز التراث، فيروز الهوية اللبنانية، فيروز الإحساس… كل عام وأنتِ بخير يا سيّدة الفن!”.
أما الإعلامي ريكاردو كرم فاختار معايدة مختلفة، وكتب: “في التسعين من العمر، ما زالت فيروز نبض هذا الوطن الذي ينهض كلّما غنّت له، وبوصلته التي لا تخطئ ولو غابت عنه”. وأضاف: “لا نتحدّث اليوم عن أحزانها ولا خساراتها، بل نحتفي بحضورٍ يعطينا سبباً لنحبّ لبنان، ولنصدّق أنّ الضوء أقوى من العتمة… فيروز ليست أيقونة فقط، بل ذاكرة شعب وضميره وحنينه إلى بلدٍ أجمل”.
كما عايدت الإعلامية ريما نجيم السيدة فيروز برسالة مطوّلة عبر “إكس”، كتبت فيها: “اليوم تشرق الشمس من شرفتها… يتفتح الورد وتزدهر الملكة حباً وتوهّجاً. فيروز، أيتها الرفيقة والمعلمة والمُلهمة… يا ترتيلة الكنائس وترنيمة المحبّة، يا صوتاً سبق الفجر إلى بداياتنا واختتم رحلة الحب الأخير… أعلّم أطفالي حبّك وأحفر اسمك في قلوبهم”.
احتفاءٌ واسع يترجم مكانة امرأة استطاعت عبر عقود أن تكون نقطة التقاء لشعب منقسم، وصوتاً يحفظ ما تبقى من صورة لبنان الذي يتمنى الكثيرون عودته. presence