ناصر بلوط
بماذا يحلم الكفيف؟ وهل يحلم أصلاً وما هي طبيعة أحلامه في ظل غياب حاسة النظر؟
يقول أحمد مرتضى وهو كفيفٌ متزوج، إنّ الكفيف يحلم أثناء نومه، تماماً كسائر البشر، لكن الإختلاف يكمن في طبيعة الحلم لدينا: "أحلامنا بلا صورة، وتعتمد بشكل أساسي على المشاعر وباقي الحواس، كالسمع واللمس والرائحة".
ولكن، يلحظ مرتضى أثناء حديثه عوامل عدة قد يرى فيها بعض المكفوفين صوراً او ألواناً بدرجاتٍ متفاوتة أثناء الحلم.
وهذا يعتمد بحسب قوله على ما اذا كان الشخص كفيفاً منذ الولادة او تعرض لعارض أو حادث لاحق ادى الى فقدانه البصر.
الدكتورة في علم النفس بشرى قبيسي تحسم بدورها الموضوع، مؤكدةً أنّ كل إنسان يحلم، كفيفاً كان أم بصيراً.
وتضيف أنهّ وفي غياب الصورة والألوان، تكون حاسة السمع هي الأساس، حيث أنّ حياة الكفيف تعتمد بشكل رئيسي على هذه الحاسة، عوضاً عن النظر.
وهذا يرجع إلى كون الحلم انعكاساً طبيعياً لإدراكات الشخص ومشاعره وتخيلاته، والمثيرات التي يتعرض لها بشكل يومي.
ما هي مواضيع الحلم لدى الكفيف؟
الكفيف بحسب مرتضى يحلم بشكل طبيعي، واي موضوع يمكن ان يكون في أحلام الكفيف، لكن من دون صورة ولا ألوان. ومن هذه الناحية، لا فرق بين أحلام الكفيف وأحلام المبصر.
حسناً، للكفيف أحلامه، لكن هل يرى كوابيس أثناء نومهم؟
أثبتت دراسة نشرها علماء دنماركيون مؤخراً، أنّ الكفيف يرى الكوابيس أيضاً أثناء نومه.
الدراسة التي أجريت على مكفوفين منذ الولادة ومكفوفين فقدوا بصرهم مؤخراً، أعطت بعض الأمثلة حول هذه الكوابيس ومنها، ضياع الكفيف في الشارع، صدمه من قبل سيارة، او وقوعه في حفرة على الطريق.
إذاً القاعدة التي يؤمن بها جزء كبير من المكفوفين، التي تقول أنّ لا فرق بينهم وبين المبصرين في الحياة الواقعية، تنسحب أيضاً على المنامات، التي تعكس صورة مصغرة وواقعية عن شخص فاقد لنظره، لكنه يستطيع أن يعتمد على حواسه الباقية لإدارة حياته وإدارة... أحلامه.