نشرت قناة "اي إف بي تي في"، التابعة لوكالة "فرانس برس"، تقريراً عن مقاتل سوري كان معتقلاً سابقاً لدى تنظيم "داعش"، يروي تجربة تعذيبه داخل معتقل للتنظيم في منبج.
ويتجول أحمد عثمان داخل فندق منبج الذي حول تنظيم "داعش" قبوَه إلى مركز اعتقال، ويتوقف مطولاً أمام غرفة ذاق فيها التعذيب لمدة 32 يوماً وهو معلق في السقف بزرد حديدي ويداه مقيدتان خلف ظهره.
ويقول، وهو يقف في وسط الغرفة علقت لمدة 32 يوماً على زرد مربوط بالسقف، إنه كان أحياناً يتم تحريكه للأعلى والاسفل من دون أن تطأ قدمي الأرض من أجل مضاعفة الألم، وهي طريقة تعذيب تعرف بالـ"بالانغو".
ويوضح أنه بعد التعليق لأيام طويلة لم يعد يتمكن من السير، حتى أنه فقد تركيزه.
واعتقل "داعش" أحمد في العام 2015 بتهمة التعاون مع المقاتلين الأكراد الذين كبدوا الإرهابيين خسائر ميدانية بارزة على أكثر من جبهة في شمال وشمال شرق سوريا.
وجراء النقص في الأدلة ضده، أفرج التنظيم عن الشاب الذي كان قبل اندلاع النزاع طالباً يختصّ في الأدب الفرنسي، بعد ثلاثة أشهر على اعتقاله، لينضم إثر ذلك إلى مجلس منبج العسكري المنضوي في صفوف قوات سوريا الديموقراطية التي تضم مقاتلين عرب وأكراد.
وأوصد التنظيم باب المعتقل بباب حديدي عريض أسود اللون، يمكن الدخول منه إلى ممر طويل على جانبه غرف صغيرة مظلمة، داخلها ثياب مرمية على الأرض وعبوات وقناني بلاستيكية، بالإضافة إلى شعارات كتبها التنظيم على الجدران بينها شمس الخلافة أشرقت.
ويقول عثمان بمرارة لم يكن يُسمح للمعتقلين بالخروج من الغرف إطلاقاً، لم نكن نرى الشمس. ويشرح وهو يتنقل بحذر داخل القبو كما لو أنه يخشى وجود إرهابيين داخله، كيف قسّم تنظيم "داعش" القبو إلى أجنحة عدة، تتوزع بين السجن الجماعي الذي يضم عشر غرف على الأقل، وغرف السجن الانفرادي التي كانت عبارة عن حمامات، يبلغ ارتفاعها مترين وعرضها أقل من متر.
كما يضم السجن حجراً صغيرة يبلغ ارتفاعها ثمانين سنتمتراً وعرضها خمسين سنتمتراً، كانت عبارة عن خزائن المطابخ التابعة للفندق. وكان يتعين على السجناء الجلوس في وضعية القرفصاء داخلها.
ويقول أحمد أصعب أنواع التعذيب كانت في هذه المنفردات الصغيرة حيث كان يوضع السجين ليوم أو يومين ويغلق الباب عليه بهدف حثه على الاعتراف بالتهم الموجهة اليه.
ويوضح كانوا يضربوننا على الرأس وعلى أي مكان في جسمنا، مستعيداً تقنية التعذيب داخل الدولاب كانوا يقيدوننا داخل دولاب ويتناوب ثلاثة عناصر على ضربنا حتى نصبح عاجزين عن المشي.
يعتبر عثمان نفسه اليوم محظوظاً لتمكنه من البقاء على قيد الحياة، بعد تعليق بعض المعتقلين لأكثر من ستة أشهر، وهو ما كان يؤدي إلى عدم قدرتهم على السير بسبب تجمع الدم في مكان محدد، عدا عن إقدام الإرهابيين على إعدام بعض المعتقلين.
ويقول إن التهم كانت توجه من أمنيي التنظيم المنتشرين في المدينة بشكل كيدي قبل أن يتم تعذيب المتهمين حتى الاعتراف وبالتالي الحكم عليهم بقطع رؤوسهم، متسائلاً هل هذه هي الدولة الاسلامية؟