"طباخ بوتين"... أراد مفاجأة الأسد فورّط موسكو!

2018-02-23 | 12:53
views
مشاهدات عالية
"طباخ بوتين"... أراد مفاجأة الأسد فورّط موسكو!
ذكرت تقارير استخباراتية أميركية أنّ رجل الأعمال الروسي الثري، يفغيني بريغوجين، كان على اتصال وثيق مع الكرملين، ومسؤولين سوريين في الأيام والأسابيع التي سبقت الهجوم الذي شنّه مرتزقة روس على منطقة فيها قوات أميركية وأخرى سورية تدعمها واشنطن في دير الزور شرق سوريا، وقوبل الهجوم بقصف أميركي عنيف أدّى لسقوط عدد كبير من القتلى.

ونقل موقع "هافينغتون بوست" عن صحيفة "واشنطن بوست" قولها إنّ الاستخبارات الأميركية اعترضت في نهاية كانون الثاني الماضي، اتصالاً أخبر فيه رجل الأعمال بريغوجين المُلقب بـ"طباخ بوتين" مسؤولاً سورياً كبيراً، أنَّه "حصل على تصريح" من وزيرٍ روسي لم يحدده للمضي قدماً في تحرك "سريع وقوي" من شأنه أن يحدث في أوائل شباط الجاري. 

ويُعرَف بريغوجين بتمتعه بعلاقات وثيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتكونت عندما كان يمتلك مطعماً في سان بطرسبورغ، وتوسعت نشاطات بريغوجين عبر ما أصبح إمبراطورية تجارية واسعة النطاق، تضمَّنت إبرام عقود موسعة مع وزارة الدفاع الروسية.

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أنّ الاستخبارات الأميركية، تعتقد "بصورة شبه مؤكدة" أنّ بريغوجين يتحكّم إلى جانب شركاته المختلفة، في المرتزقة الروس الذين يقاتلون في سوريا نيابة عن الرئيس السوري بشار الأسد أيضاً، والذين هاجموا القوات الأميركية وحلفائها في سوريا هذا الشهر.

وتقدم تقارير الاستخبارات الأميركية معلومات إضافية بشأن حادث لا يزال يصفه كل المعنيين بأنّه غامض، إذ لم تُقدّم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) سوى القليل من التفاصيل ويُقدِّم الروس رواياتٍ متغيرة.

ولا تكشف الاتصالات المُعتَرَضة فقط، أنّ بريغوجين كان متورطاً شخصياً في التخطيط للهجوم، بل وأنّه أيضاً ناقش الأمر مع مسؤولين سوريين كبار، بما في ذلك وزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور فضل الله عزام.

وقال بريغوجين في محادثةٍ يوم 24 كانون الثاني، إنّه حصل على تصريح من وزير روسي لم يحدّده في اليوم السابق، 23 كانون الثاني، من أجل المضي قدماً في تحرك "سريع وقوي" وإنّه كان في انتظار قرار الحكومة السورية.

وفي 30 كانون الثاني، أشار بريغوجين إلى أنَّ لديه "مفاجأة جيدة" للأسد ستكون في الفترة بين السادس والتاسع من شباط. وذكر تقرير للاستخبارات أنَّه حصل أيضاً على تأكيد من عزام أنّه سيتلقى أموالاً نظير عمله.

وأشارت التقارير إلى زيادة في الاتصالات بين بريغوجين ومسؤولي الكرملين في الفترة نفسها، بما في ذلك مع رئيس ديوان الرئاسة الروسية أنطون فاينو، ونائبه فلاديمير أوستروفينكو، لكنَّ محتوى تلك المحادثات ليس معروفاً. واستمرت الاتصالات حتى 5 شباط واستُؤنِفت في اليوم التالي للهجوم.

ووفقاً لوزارة الخزانة الأميركية، يمتلك بريغوجين شركة روسية تدعى "إيفرو بوليس/ Evro Polis"، والتي بحسب الموقع الإخباري الروسي فونتانكا أبرمت اتفاقاً في 2016 مع الحكومة السورية للحصول على حصة 25% من النفط والغاز الطبيعي المُنتجين في الأراضي التي استُعيدت من قبضة تنظيم "داعش".

وتقع معظم هذه الحقول على الجانب الشرقي من نهر الفرات، حيث يحقق مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية، برفقة القوات الأميركية، تقدماً على المسلحين.

ويبدو بوضوحٍ أنّ شركة بريغوجين المرتبطة بالمرتزقة، "واغنر"، توفر القوات البرية للمساعدة في تحقيق هذا الهدف، وتعمل في إطار تعاقدٍ مع الحكومة السورية.

مايكل كاربنتر، وهو مسؤول سابق في البنتاغون والبيت الأبيض عمل على ملف السياسة الروسية في عهد إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، قال إنّ استخدام "واغنر" للقيام بعمليات مثل تلك التي حدثت في أوائل شباط يُظهِر كيف أنّ جماعات المرتزقة الخاصة تُكمل جهود الجيش الروسي في سوريا وأماكن أخرى، في حين يُوفِّر للكرملين "غطاءً رقيقاً يمكِّنه من إنكار (أنَّه مَن قام بعملٍ ما)".

وبحسب ما نقلت وكالة "رويترز" في وقت سابق عن مصادرها التي وصفتها بالمطلعة، فإنّ نحو 300 رجل يعملون لصالح شركة عسكرية روسية خاصة مرتبطة بالكرملين، إما قتلوا أو أصيبوا في سوريا، يوم 7 شباط 2018.

وهذا أكبر عدد من الضحايا الروس يسقط في معركة واحدة منذ وقوع اشتباكات ضارية في أوكرانيا عام 2014، عندما قُتل أكثر من 100 مقاتل.
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق