لم يعد
الإسرائيلي يخرج من موقف محرج حتى يقع في موقف محرج آخر.
فقد اشارت صحيفة "السفير" في مقال للصحفي حلمي موسى ان
الولايات المتحدة نجحت في تجنيب الكيان الاسرائيلي حرجاً كبيراً عندما رفضت مشروع قرار في لجنة مراجعة معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية يقضي بعقد مؤتمر دولي لتجريد
الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل.
وتابعت الصحيفة انه وقبل أن تفرح
إسرائيل بما تحقَّق، خصوصاً في ظلّ التوتر القائم بين إدارة الرئيس باراك أوباما وحكومة نتنياهو، اتّجهت الأنظار نحو حلبة أخرى لا تقلُّ إثارة، وهي مؤتمر منظمة "الفيفا" الدولية التي تضمُّ اتّحادات كرة القدم في العالم. ومعروف أنَّ الاتحاد الفلسطيني تقدَّم بطلب لطرد إسرائيل من منظمة "الفيفا" بسبب مواقفها العنصرية ضدّ الاتحاد والفرق
الفلسطينية في الضفة والقطاع.
واشارت "السفير" الى ان اسرائيل تعاملت في البداية باستخفاف مع الجهود التي قادها رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، اللواء جبريل الرجوب لاستصدار قرار بطرد أو معاقبة إسرائيل. لكن مع اقتراب موعد عقد المؤتمر ازداد القلق
في إسرائيل من احتمال صدور قرارات عقابيَّة ضدَّها جرَّاء ما تفعله بالفرق واللاعبين
الفلسطينيين ونشاطاتهم الكروية.
وبحسب "يديعوت أحرنوت"، فإنَّ
وزارة الخارجية الإسرائيلية تبذل جهوداً عالميَّة لمنع تعليق عضوية إسرائيل في منظمة "الفيفا". واستغلَّت بدء السلطات السويسرية تحقيقات بشأن احتمال وقوع فساد في أثناء التصويت على إجراء مونديال 2022 في قطر لتبدي تخوُّفها من أنَّ قراراً ضدَّ إسرائيل، يمكن أن يصدر بتمويل قطري. ومعروف أنَّ اتحاد كرة القدم الفلسطيني تقدَّم بطلب لتعليق مشاركة إسرائيل في نشاطات المنظمة بسبب القيود التي تفرضها على اللاعبين الفلسطينيين ومساسها بفرص تطوّر الحركة الرياضية الفلسطينية. ومن المفترض أن يجري التصويت على الطلب الفلسطيني اليوم.
ويحاول الكيان الاسرائيلي في الأيام
الأخيرة التعامل مع الطلب الفلسطيني على أنَّه بالغ الأهمية ويقع في دائرة محاولات نزع الشرعية عنه في الحلبة الدولية. لذلك فإنّ السلطات الاسرائيلية تجري اتَّصالات مكثَّفة بهدف إحباط المسعى الفلسطيني وإفشاله، حتى لا يسجل انجازاً في الخانة الفلسطينية وفشلاً لإسرائيل.
وأشارت "يديعوت احرنوت" إلى أنَّ احتمالات نجاح الفلسطينيين في مسعاهم ليست كبيرة، لأن القرار يتطلب تأييد 75 في المئة من أصوات الأعضاء البالغ عددهم 209 اتحادات.
وكان رئيس "الفيفا" جوزيف بلاتر قد حاول التوسّط بين إسرائيل والفلسطينيين وقابل لهذا الغرض كبار المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين. وقيل إنَّ بلاتر توصَّل مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى تفاهم من أربعة بنود: منح شهادات عبور حرة للرياضيين، والحكام والمتفرغين الرياضيين الذين يسكنون في غزة وفي الضفة
الغربية، تبعاً للفحص الإسرائيلي، الإعفاء من الجمارك لكلّ عتاد رياضي يصل إلى الاتحاد الفلسطيني، إقامة ملاعب للسلطة الفلسطينية في غزة من خلال لجنة مشتركة، وتشكيل لجنة تبحث في الخلافات التي تنشأ في
المستقبل. ولكن إسرائيل رفضت شرطاً فلسطينياً خامساً وهو تجميد نشاط الفرق التي تعمل في المستوطنات خلف الخط الأخضر.
وأوضح أنَّ المؤيد الأكبر لإسرائيل في "الفيفا" هو اتحاد كرة القدم الأوروبي "أوبا" الذي يضمّ 53 دولة بينها إسرائيل والذي يعلن رفضه للطلب الفلسطيني خشية أن يشكّل سابقة بين الدول المتنازعة.
وفي سياق آخر أوصت مبعوثة
الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الأطفال في مناطق النزاع بضم الجيش الإسرائيلي إلى القائمة السوداء وذلك بسبب سلوكه في الحرب الأخيرة على غزة.
كما أوصت المبعوثة الدولية ليلى زروقي بإدراج الجيش الإسرائيلي في القائمة السوداء للدول والمنظمات المتهمة بالمساس الممنهج للأطفال، إلى جانب "القاعدة" و"بوكو حرام" و"الدولة الاسلامية" وحركة "طالبان"، ودول في أفريقيا مثل الكونغو وجمهورية أفريقيا الوسطى. ومن المقرر أن تنشر القائمة قريباً كملحق في تقرير خاص للأمين العام للأمم المتحدة حول الأطفال في النزاعات المسلحة.
الى ذلك وجَّهت إسرائيل تهديداً للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تحذره فيه من مغبَّة إدراج اسم إسرائيل في هذه القائمة. لكن أوساطاً مؤيدة للفلسطينيين تضغط في المقابل على بان كي مون لعدم الرضوخ للضغوط الإسرائيلية. وتوجه مسودة التقرير انتقادات شديدة لإسرائيل التي قتلت في الحرب الأخيرة على غزة أكثر من 500 طفل وجرحت أكثر من 3300.