بعد 44 عاماً في الخدمة أعلن مسؤولون بوزارة الحرب الإسرائيلية عقد محادثات لبيع 200 دبابة من طراز "ميركافا" لدولتين، إحداهما أوروبية.
ووفقاً لمجلة "مليتري ووتش" الأمريكية تعمل إسرائيل حاليا على تصنيع الجيل الرابع من الدبابة "ميركافا"، التي أُنتجت للمرة الأولى بعد تكبد قوات المدرعات الإسرائيلية خسائر فادحة في حرب عام 1973 مع مصر وسوريا، وبهدف تقليل الاعتماد على إمدادات الأسلحة الأجنبية.
وقال يائير كولاس مدير إدارة تنسيق الصادرات بوزارة الدفاع إن الطلب القياسي على المنتجات الإسرائيلية يرجع لأسباب، منها رغبة الدول في تجديد ترساناتها بعد تزويد أوكرانيا بالأسلحة في حربها مع روسيا.
ووفقا للتقرير، سيتم بيع نحو 200 دبابة من الجيلين الثاني والثالث، التي صُنّعت في الثمانينيات والتسعينيات وخرجت من الخدمة في الجيش الإسرائيلي في السنوات الماضية إلى العميل الأوروبي وحده.
ولا تزال دبابات ميركافا من الجيل الثالث البديل الأكثر عدداً، حيث تم إنتاج ما يقرب من 800 دبابة، في الوقت الذي لا تتجاوز فيه أعداد الدبابات من الجيل الرابع نصف هذا العدد.
أكد يائير كولاس أن التوقيع النهائي على الصفقة بات قريبا، ورجحت التقارير أن تتقدم المساعي لإتمام الصفقة في غضون ثلاثة أشهر تقريبا.
وأوضح مسؤولون إسرائيليون أنه "نظرا لوجود بعض المكونات الأمريكية في هذه الدبابات، خاصة المحرك، ينبغي موافقة وزارة الدفاع الأمريكية لتنفيذ هذه الصفقة".
ووفقا للتقرير، فهناك أحاديث عن صفقتين منفصلتين، تشمل الأولى دبابات "ميركافا 2" والأخرى "ميركافا 3" التي دخلت الخدمة في التسعينيات وخدمت بشكل أساسي في اللواء المدرع 188.
وتستخدم جميع ألوية المدرعات التابعة للجيش الإسرائيلي (108 و401 و7) دبابات "ميركافا 4" المتطورة والمجهزة بنظام دفاع فعّال (معطف الريح) ضد الصواريخ المضادة للدبابات، وأنظمة قيادة وتحكم محوسبة.
وتكهنت بعض المصادر أن تكون أوكرانيا العميل الأوروبي الذي لم يذكر اسمه للدبابات الإسرائيلية، بينما أشار آخرون إلى أن طرفاً ثالثاً قد يحصل على المركبات بقصد نقلها إلى أوكرانيا، لتجنب معارضة إسرائيل لتسليح أوكرانيا بشكل مباشر.
ووفقا لمليتري ووتش، تعد إسبانيا التي أبدت استعداداً قوياً لتصدير دباباتها ليوبارد2 إلى أوكرانيا، من بين المرشحين المحتملين للحصول على الدبابة الإسرائيلية.
وهناك احتمالات واسعة أن تدفع الصادرات الرئيسية من دبابات ميركافا، إسرائيل إلى توسيع إنتاج هذه الفئة بشكل أكبر، سواء لإعادة بناء احتياطاتها بمركبات أكثر حداثة وامتلاك مخزون من أحدث الطرازات في حالة ظهور طلب أوروبي إضافي ليتم تلبيته.
وإلى جانب كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وضعت إسرائيل قطاعها الدفاعي ليكون المستفيد الرئيسي من زيادة الطلب في أوروبا على أسلحة جديدة، حيث يتوقع أن تتصاعد التوترات مع روسيا لسنوات في المستقبل.
وانضمت ميركافا لأول مرة إلى الجيش الإسرائيلي عام 1979، وهو نفس العام الذي دخلت فيه ليوبارد2 الألمانية الخدمة، وقبل عام واحد من دخول أبرامز إم1 الأمريكية الخدمة، حيث أصبح التطوير أولوية بسبب ضعف أداء الدبابات الأمريكية إم60 ضد مضادات الدروع السوفياتية أثناء حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973.
ونجحت ميركافا في سد عدد من فجوات الأداء الرئيسية باستخدام أحدث الأجيال من الدروع السوفياتية في ذلك الوقت.
وفشلت ميركافا في اكتساب قوة جذب في أسواق التصدير على مدار الـ44 عاماً الماضية، وعلى الرغم من أن تركيا كانت تعتبر في السابق عميلاً محتملاً وأظهرت اهتماماً قوياً بالتصميم، لكنها اختارت في النهاية دبابة K2 الكورية الجنوبية الأكثر حداثة لتشكيل جيلها الجديد من الدبابات.