قال رئيس الجمهورية ميشال عون إنّ التحدي الأصعب الذي فرضته علينا حروب المنطقة هو أزمة النازحين السوريين، معتبرًا أنّ "هذه المأساة التي تعاملنا معها منذ البدء من باب التضامن الإنساني تحولت الى مشكلة تتخطى قدرتنا وإمكاناتنا على تحمل الاعباء الناجمة عنها من جميع النواحي، اقتصاديا، أمنيا، اجتماعيا، بنى تحتية، مياه، كهرباء، استشفاء ومدارس. ويقلقنا أن المجتمع الدولي لا يزال مصرا على ربط عودة النازحين بالحل السياسي في سوريا ما يعني أنه يؤجل العودة لأجل غير معلوم، هذا مع علمه اليقين بأن لبنان لم يعد قادرا على احتمال هذه الأعباء، ومع علمه أيضا بالأوضاع المزرية التي يعيشها النازحون في المخيمات التي لا تقيهم بردا ولا حرا."
جاء ذلك خلال افتتاحه مؤتمر البحر الابيض المتوسط لاندية "الليونز"، في فندق "هيلتون حبتور" في سن الفيل في حضور الرئيسة الدولية لأندية "الليونز" في العالم غودرون ينغفادوتير، النائب الأول للرئيس الدولي يونغ يول شوي، حاكم المنطقة 351 ايلي زينون ونحو 500 مشارك من 34 بلدا، اضافة الى نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، وزير البيئة فادي جريصاتي، وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب، النائب السابق سليم عون، سفير اوكرانيا ايزهور اوستاش، القائم بأعمال السفارة المصرية سامر حما، المدير العام لامن الدولة اللواء طوني صليبا وشخصيات رسمية وسياسية وديبلوماسية واعلامية.
وتابع الرئيس عون قائلاً: "نأمل منكم، وأنتم الجمعية التي تقدم الخدمة في معظم دول العالم، أن تنقلوا معاناتنا، وأيضا معاناة النازحين، واضغطوا حيث يمكنكم لضث العالم على مساعدتهم في العودة إلى بلادهم وأرضهم بأقرب وقت".
وأضاف: "أما التنمية المستدامة، فهي اليوم في صلب اهتماماتنا، لأنها الأساس في حل مشاكل الحاضر وتلبية حاجاته مع الاستعداد العملي لمتطلبات المستقبل لجعله أفضل.
وخلال حديثه، قال الرّئيس عون: "بالتوقف عند عناوين لقائكم اليوم، من مشاغل التلوث البيئي وازدياد حجم المشاكل الناجمة عن التصنيع والاستهلاك، الى معالجة المخلفات والضرر اللاحق بالطبيعة، الى التنمية المستدامة ومشاكل النزوح وانعكاساته الاجتماعية، نجدها كلها تحاكي تحديات تواجهنا ونسعى الى إيجاد الحلول لها. فالبيئة النظيفة حق لكل إنسان، وأي ضرر يلحق بالطبيعة يطاوله مباشرة، لأن الطبيعة عالم حي ومتوازن يقوم على 3 ركائز مترابطة ومتكاملة: إنسانية وحيوانية ونباتية، وأي خلل في أي من هذه الركائز سينعكس حتما على بقاء ذلك العالم واستمراره، وقد سبق ان تعهدت حماية البيئة في خطاب القسم، وذلك لا يتحقق إلا بإجراء مصالحة بين الانسان والطبيعة وإقرار معاهدة سلم بينه وبين الشجرة وبينه وبين الحيوان. من هنا، كان إصراري على تنفيذ قانون الصيد الذي ينظم عملية صيد الطيور فلا تبقى عشوائية بل يحدد لها موسما واضحا، بالإضافة الى تحديد الأنواع المسموح صيدها. وأسعى الى ان يصبح لبنان ممرا آمنا للطيور المهاجرة. وعملت ايضا لإقرار قانون حماية الحيوانات والرفق بها، وأدعم باستمرار حملات التحريج لمكافحة التصحر".