وفي التفاصيل، فقد تبيّن أن أحد العمال كان ينفّذ أعمال تنظيف داخل حوض معالجة على عمق نحو سبعة أمتار، حيث تتراكم المياه المبتذلة وتنبعث منها غازات سامة تؤدي إلى فقدان الوعي فور استنشاقها. وأثناء قيامه بالنزول إلى قعر الحوض عبر سلّم داخلي لتنظيف الرواسب العالقة بين فتحات الفلترة، تعرّض للاختناق وسقط أرضاً.
حاول أربعة من زملائه تباعاً إنقاذه، إلا أنهم سرعان ما تعرضوا للمصير ذاته نتيجة انبعاث الغازات السامة وانخفاض مستوى الأوكسجين في المكان المغلق، ما أدّى إلى وفاتهم جميعاً اختناقاً.
وقد تدخلت على الفور فرق الإنقاذ من
مركز الدفاع المدني في
المتن الجنوبي الساحلي ومن مركز الجية البحري ومركز الدامور البحري، حيث نفذت عملية انتشال دقيقة للجثث باستخدام الحبال وأجهزة التنفس الاصطناعي الخاصة (قناني الهواء). وتم نقل جثتين إلى مستشفى
كمال جنبلاط، وثلاث جثث إلى
مستشفى بشامون التخصصي.
وقد تبيّن أن الضحايا هم لبنانيان وثلاثة من العمال الفلسطينيين.
إن
المديرية العامة للدفاع المدني، وإذ تتقدّم من ذوي الضحايا بأحرّ التعازي، تجدّد التأكيد على أهمية الالتزام التام بإجراءات السلامة المهنية لا سيّما في الأماكن المغلقة والمعرّضة لانبعاث الغازات السامة، وتشدد على ضرورة اتخاذ الاحتياطات الوقائية المناسبة وتوفير التجهيزات المطلوبة قبل المباشرة بأي عملية صيانة أو تنظيف داخل منشآت معالجة الصرف الصحي.