400 في المئة، هي نسبة تضاعف الديوكسين في هواء
بيروت، عنه عام 2014، وفق نتائج صادرة عن مختبر بحوث
الهواء في الجامعة الاميركية في بيروت، كان قد أعلنها أخيراً
وزير الزراعة أكرم شهيب.
في عامِ 2014، لم يكن هناكَ وجود لهذه المادة السامة في الهواء مقارنة بما هي عليه
اليوم، بل كان مستواها مقبولاً. ولكنّ السبب الرئيس لارتفاع نسبة هذه المادة السامة في الهواء، يعود الى عملياتِ حرق النفايات الصلبة المتكدسة في مكبات عشوائية انتشرت منذ بدء
أزمة النفايات في السابع عشر من تموز الماضي.
وأشار البروفسور جوزف متى مدير المختبرات في معهد البحوث الصناعية الى أن خطورة هذه المادة تكمن في انها مسببة للسرطان وقد صنفتها
منظمة الصحة العالمية بأنها مادة تسبب السرطان للبشر.
كما أنها تؤثر على الجهاز التناسلي وتؤدي الى تلف في جهاز المناعة. وبحسب البروفسور جوزف متى فإن من أكثر العوامل التي تنتج الديوكسين هو حرق النفايات من دون رقابة وهذا ما يحصل في الآونة
الأخيرة في
لبنان لا سيما في حال كانت النفايات تحتوي على مواد بلاستيكية.
فيتنام خير شاهد على الآثار السلبية التي خلفتها الديوكسينات. ففي الحرب الاميركية على فيتنام، وتحديداً بين عامي 1955 و 1975 لم تتوقف الطائرات الاميركية، عن رش المواد الكيميائية على الأراضي الزراعية والغابات جنوبي فيتنام، من ضمنها مادة العامل البرتقالي، الذي يحتوي على مادة الديوكسين السامة.
والهدفُ من هذه العملية تدمير أكبر مساحة من الغابات حيث يختبئ المقاتلون الفيتناميون، ولتعطيل الإمدادات الغذائية الخاصة بهم. وإلى اليوم لا يزال أكثر مِن أربعة ملايينِ شخص يعانون آثار استخدام هذه المواد السامة، بل إن أطفالا كثرا يولدون أمواتا أو مصابين بأمراض مستعصية، فيما لا تزال التربة والمياه الجوفية ملوثتين أيضاً. فهل يؤدي بنا الاستهتار إلى مصير أشبه بمصير فيتنام؟.
تقرير حليمة طبيعة