رزان شرف الدين
"جميع مشاكل سعودي أوجيه إلى زوال"، بُشرى سارة حملها "مندوب إمارة الرياض" إلى موظفي وعمال الشركة أمس، أبلغهم فيها عن توجيه صادر عن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز يقضي بحلّ أزمة تأخر صرف رواتب الموظفين والعمال منذ تسعة أشهر.
بدت أزمة "سعودي أوجيه" وهي تطوي صفحات شهور عجاف، وكلام "المندوب" دسّ الأمل بين العمّال والموظفين، فسارع اللبنانيون منهم الذين ذاقوا الأمرّيْن على مدى تسعة أشهر، إلى الاتصال بذويهم في لبنان لطمأنتهم بالخير الذي سيتدفق عليهم بعد طول انتظار.
وقد انتشر مقطع فيديو أمس للمندوب وهو يهدئ العمّال والموظفين، إلاّ أن مصير الشركة واستمرارها في العمل غاب عن حديثه، فبنود التسوية التي يُحكى أنّ شركة "سعودي أوجيه" أبرمتها مع الحكومة السعودية لإعادة هيكلة وتنظيم الشركة لا تزال غير واضحة المعالم، لا سيما وأنّ المندوب لم يوضح للعمّال تفاصيل المفاوضات التي تجري، سوى إخبارهم بأنّ من يرغب بتجديد إقامته فالحكومة ستقوم بذلك على نفقتها، كما ستؤمن التأشيرات لمن يرغب بمغادرة المملكة نهائياً، وحتّى انها ستعمل على تأمين كفيل بديل لمن يريد كفالة جديدة. وأكدّ أنّ جميع الحقوق المالية محفوظة مع الإشارة إلى أنّ رواتب الموظفين لم تعد من مسؤولية الشركة اعتباراً من نهاية شهر آب الجاري.
فمن المسؤول عن دفع الرواتب والمستحقات، وكيف ستجري الأمور بعد شهر آب؟ أسئلة لا زالت مجهولة الإجابة بالنسبّة إلى الموظفين..
احد موظفي سعودي اوجيه وهو لبناني من مدينة صيدا، اكد لـ"الجديد" أن كلام الشخص الذي يدّعي أنّه مندوب عن إمارة الرياض هو "حبر على ورق، ليس له أي دليل على أرض الواقع"، ويقول الموظف: "الغريق يتعلق بقشة، ولو كان هذا الكلام صحيحاً والبيان الذي تلاه هذا المندوب رسمياً، فلماذا لم يتم الإعلان عنه بشكل رسمي عن وزارة العمل أو نشره كبيان رسمي في الصحف المحلية الرسمية؟ هذا المندوب وغيره ما هم إلاّ أبواق لسعد الحريري لامتصاص غضب العمّال".
ويشير إلى أن "مثل هذه الفيديوهات والتسجيلات ترد إلينا الكثير منها يومياً بهدف تضليلنا واسكاتنا، لم نعد نثق بأي كلام غير رسمي، نريد أن نسمع هذا الكلام بشكل علني من الرئيس سعد الحريري الذي يبدو أنه يعيش في عالم آخر، ولو كان هذا الكلام رسمياً لما أقدم أمس مواطن سعودي على إغلاق الشارع المؤدي إلى مكاتب الشركة في جدّة مطالباً بدفع أمواله ومستحقاته المتأخرة، فعلى الأقل كانت السلطات السعودية لتعلم مواطنيها بحلحلة الملف".
معاناة موظفو سعودي أوجيه انتشرت أصداؤها إلى الدول الآسيوية مع تفاقم أوضاع الآلاف من العمال الهنود والفيليبينيين والباكستانيين التي دفعت العديد منهم إلى حد الجوع والتسول واقدم أحدهم على الإنتحار: "العالم بات يكيل لسعد الحريري بكل اللغات!"، يقول الموظف اللبناني.
وكان موظفو سعودي أوجيه قد اطلقوا صرخة على مواقع التواصل الاجتماعي وانتشر هاشتاغ #سعودي_اوجيه_بدون_راتب تعبيراً عن معاناة الموظفين المستمرة على أمل أن تلوح حلحلة حقيقية في الأفق رأفةً بآلاف العائلات المتضررة.
مندوب عن "سعودي أوجيه" يعد بالحلحلة.. وموظف لبناني يردّ!
Posted by AljadeedOnline on Wednesday, August 3, 2016