عاد التوتر جرود عرسال والقلمون على مدى اليومين الماضيين بعد اشتباكات عنيفة دارت بين مجموعات من مسلحي تنظيم "داعش"، إثر مقتل أمير التنظيم في القلمون "أبو أسامة البانياسي" برصاصات أطلقها عليه مسلحون السبت الفائت.
وأوضحت مصادر مطلعة لصحيفة "الاخبار" أن مسلحين من التنظيم الارهابي أقدموا، في وادي ميرا في جرود عرسال، عند الحدود السورية ــ اللبنانية، على إطلاق النار على "البانياسي"، المعروف أيضاً باسم "أبو عائشة البانياسي"، فيما كان يهمّ بالصعود إلى سيارته، فأردوه ومرافقيه على الفور.
وكشفت المصادر أن المسلحين الذين اغتالوا البانياسي ومرافقيه هم من تنظيم "داعش" أيضاً، ينتمون إلى مجموعة قاضي الشرع أبو الوليد المقدسي، وأن سبب الاغتيال يعود إلى خلافات نشبت مؤخراً بينهما حول الطريقة التي يعتمدها البانياسي في قيادة التنظيم، لجهة عدم تمكنه من إلزام باقي فصائل وألوية المعارضة السورية المقاتلة في القلمون من مبايعة التنظيم وأميره أبو بكر البغدادي.
وأوضحت المصادر أن قيادة "داعش" في شمالي سوريا، وتحديداً الرقة، أوفدت "الشرعي" الفلسطيني "أبو الوليد المقدسي"، إلى جانب اثنين من "الشرعيين" أيضاً (سعودي ويمني)، إبان معارك داعش مع فصائل المعارضة السورية في القلمون، ومنها ألوية "الجيش الحرّ"، بهدف تنظيم أمور مسلحي التنظيم ومتابعة قتالهم للحصول على "المبايعة الكاملة" من سائر الفصائل المنتشرة في المنطقة.
واشارت المصادر الى نجاح التنظيم في الحصول على المبايعة وضم عناصر ألوية "الجيش الحر"، ومنها ألوية الفاروق والقصير والحق والتركمان، وكتيبة المقنّع، فيما وحده تنظيم "جبهة النصرة" بقي خارج المبايعة.
وقد عُيّن "أبو أسامة البانياسي" بداية العام الحالي أميراً لـ"داعش" في القلمون، خلفاً لـ"أبو عبد السلام الأردني"، واشارت المصادر إلى أن البانياسي لم يوفر اجتماعاً إلا وكان يدافع فيه عن امير النصرة فيس القلمون "ابو مالك التلي"، ويرفض تكفيره وقتاله، الأمر الذي عمّق الخلاف مع المقدسي.