لم يجرِ التماسُ هلالِ
الرئيس سعد الحريري في المملكةِ العربيةِ السُّعوديةِ منذ ثمانٍ وأربعينَ ساعة لكنّ المعلوماتِ رجحّت لقاءَه هذه الليلةَ وليَّ العهدِ السُّعوديّ الامير
محمد بن سلمان حيث الانتظارُ سيدُ المواقف فمِن دونِ أن يُحدِثَ أيَّ صدمةٍ
جديدة ٍللبنانيين انتَظر
الحريري يومينِ كاملينِ للاجتماعِ بمؤسّسِ الصدمةِ الأولى وصاحبِ رؤيتِها العصرية وفي الوقتِ الضائعِ لم تبرزْ أيُّ أشارةٍ توحي بمظاهرِ تعنيفٍ سياسيّ أو إقامةٍ جبرية لكنّ الانقطاعَ عن التواصلِ غالبًا ما يَشْغَلُ البالَ ويَدفَعُ اللبنانيينَ إلى ضربِ أخماس في أسداس وتخوّفِ اللدغِ مرّتين إلا أنّ البشائرَ المُطمئنةَ الى وضعِ الحريري في لقائِه هذا المساءَ وليَّ
العهد تدفعُ الى تبديدِ القلق وأولُ المنتظرينَ نتائج َاللقاء ليسوا الواقفينَ على الحلْبةِ الانتخابيةِ في لبنانَ وحَسْب بل هو الرّئيسُ الفرنسيُّ ايمانويل ماكرون الذي منَ المفترضِ أن يستقبلَ الحريري في
باريس قادماً مِن الرياض.. تماماً كما الانتظارُ الأولُ بعدَ الخَطفِ حيث اضْطُرَّ ماكرون الى العمل وَفقَ ساعةِ محمّد بن سَلمان ومواقيتِه وتعمّدِه تأخيرَ استقبالِ الحريري حينذاك واليوم فإنّ التاريخَ القريبَ يُعيدُ نفسَه حيثُ يدُ ماكرون على خدِّه ترقّبًا لرحلةِ الوصول وفي المضمون فإنّ رئيسَ حكومةِ
لبنان أشهرَ إفلاسَه .. والسُّعودية لبّتِ النداء إذ إنّ مواقفَ وليِّ العهدِ السُّعوديّ للواشنطن بوست قبيلَ زيارةِ الحريري للرياض عكَست عزم َالمملكةِ على مساعدةِ الرئيس وتمتينِ وضعِه كي يتمكّنَ مِن أن يكونَ أفضلَ مِن حِزبِ الله ولكي يحافظَ على سباقِ الحواصلِ
الانتخابية فهذا يتطلّبُ تغذيةً من الخزينةِ السُّعودية وقد يكونُ سحبُ ترشيحِ النائبِ محمد الصفدي من ضمنِ حُزمةِ الدعمِ السُّعوديّ لمصلحةِ الحريري لاسيما أنّ خيطاً غيرَ رفيع يَربِطُ الصفدي بالمملكةِ من خلالِ الإفراجِ المشروطِ عن شريكٍ له كانَ من دُفعةِ كبار محتجزي فندق الريتز وسوّيت أوضاعُهم وعلى شُرفةِ الانتظارِ الملَكيةِ تتجمّدُ الحركةُ الانتخابيةُ في لبنان لتَبنِيَ على اللقاءِ مُقتضاه وترشيحاتِه وتحالفاتِه فيما مِلفاتُ الناسِ أيضًا تخضعُ لعواملِ المدِّ والجَزْرِ الانتخابيينِ وبينَها قانونُ العفوِ العامّ الذي حرّكَ الأهاليَ بقاعًا وشمالاً
اليوم .