انتقل العالمُ الى ضَفةِ الكأس بأقدامِ اللاعبين يُحكَمُ المشهدُ ويُختَطَفُ مِن بينِ أيدي زعماءِ السياسة وتتحوّلُ موسكو الى عاصمةٍ عالميةٍ تقرّرُ النتائجَ مِن دونِ نقاش اثنانِ وثلاثون منتخبًا بينَهم أربعُ دولٍ عربية يتصدّرونَ النُّسخةَ الحاديةَ والعِشرينَ مِن كأسِ العالَمِ في روسيا الدولةِ الحاضنةِ للأقدامِ الذَّهبيةِ للمرةِ الأولى .
افتتحَ مُنتخبُ روسيا المبارياتِ مسجِّلاً ثلاثة أهداف في المرمى السُّعوديّ على مرأى أكثرَ مِن ثمانينَ ألفَ مُتفرّجٍ يتقدّمُهم الرئيس فلاديمير بوتن ووليُّ العهدِ السُّعوديّ الأمير محمّد بن سلمان ومعَ انطلاقةِ كأسِ العالم فإنّ ملعبَ " لوجنيكي" لم يترُكْ فرصةً لأيِّ لَعِبٍ سياسيٍّ آخرَ حيث تصبحُ كلُّ المِلفاتِ مجردَ لَعِبٍ في " الوقتِ الضائع " . هدفٌ واحدٌ سجّله وزيرُ الخارجيةِ جبران باسيل في" شباكِ" المفوضيةِ العليا لشؤونِ اللاجئينَ التي قصدَها الى عُقرِ دارِها في جنيف فرفعَ بِطاقة ًحمراءَ في وجهِ المفوّضِ السامي لشؤونِ اللاجئين فيليبو غراندي شارحاً له إجراءاتِ المفوضيةِ على الأرض التي تؤدّي إلى إخافةِ النازحينَ مِنَ العودة وأوضحَ باسيل أنه أبلغَ غراندي استعدادَه لرفعِ إجراءاتِ الخارجيةِ الأوليةِ المتّخذةِ بحقِّ المفوضية إذا رأى تغيّرًا في السياسةِ المعتَمَدة كما أنه مستعدٌّ لزيادتِها في حالِ عدمِ حصولِ تغيّر وفي اجتماعِ وزيرِ الخارجيةِ بــ ستيفان دي مستورا تحدّث المبعوثُ الأمميُّ عن إعادةِ الإعمارِ في سوريا وأنّ عودةَ النازحينَ اليومَ باتَت ممكنةً أكثرَ فأكثر لا بل إنّ مِن شأنِها أن تسرّعَ الحلَّ السياسيَّ للأزمةِ والمصالحةِ بينَ السوريين وإذا كانت أزْمةُ النازحين هي الكرةَ الوحيدةَ الملتهبةَ فإنّ نزاعَها لم يُفسدْ لكرةِ القدَمِ قضية لاسيما أنّ المِلفاتِ المتفرِّعةَ كَشَفت عن محاباة ٍ سياسيةٍ وأهدافِ تسلّلٍ سدّدها لبنانُ في مونديال ألفينِ وستةٍ وثلاثين واليومَ طلَبَ وزيرُ الشبابِ والرياضة محمّد فنيش تحقيقًا في مسألةِ تصويتِ لبنانَ لأميركا في استضافةِ كأسِ العالَمِ بدلاً مِنَ المغرب ولدى سؤال نائبِ رئيسِ الاتحادِ اللبنانيّ ريمون سمعان احدِ أعضاءِ البَعثةِ التي صوّتت الى جانبِ عضوِ اللَّجنةِ التنفيذيةِ سمعان الدويهي كان جوابُه أنه يجهلُ لمَن ذهَبَ صوتُ لبنان " سمعان بالضيعة " وسبعُ دولٍ عربية خَضَعت لتهديداتِ دونالد ترامب بحِرمانِها عطفَه السياسيَّ والاقتصاديّ واختارت اميركا ارضاً للمونديال بدلاً مِن تعزيزِ مكانةِ دولةٍ عربية .