هو التفاوضُ بالنار .. فمعَ بَدءِ معادلةِ الاسرى بالاسرى , يبدو ان غزةَ موعودةٌ بليلةٍ داميةٍ مَهَّدَ لها العدوُّ بعزلِ المدينة عن شبكة الاتصالات وقطعِ التيار الكهربائي وتطويقِ القطاع بقصفٍ هو الاعنفُ منذ بَدءِ الحرب . والانباءُ الواردةُ هذا المساء من قطاع غزة تحدثت عن قصفٍ تدميري ربما يكونُ تمهيداً لبَدءِ دخولِ قوةِ المشاة، لكنَّ معركةَ الاجتياحِ البري سيواجه فيها جنود العدو غزةَ بطبقتين : الارض ُ وما تحتَها./ واللافتُ ان التصعيدَ الناري كان يسبِقُهُ بساعات حديثٌ عن تقدمِ جبهةِ التفاوض على الاسرى ووقفِ اطلاق النار حيث دارتِ المحركاتُ على مِحورين روسيٌّ وقطري //. وطرحُ وقفِ اطلاق النار مقابلَ الاسرى سَرَى مفعولُه معَ انطلاقِ مساعدةِ وزيرِ الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى باربارا ليف إلى الشرق الاوسط وبلوغِها الدوحة بهدف عقدِ اجتماعاتٍ خاصةٍ بصفْقة التبادل / أما حماس وعبر وفدِها الموجودِ في موسكو/ فقد حَسمت رأيَها وأعلنت أنه لن يتمَّ إعادةُ المزيدِ من الأسرى قبل الاتفاق على وقف إطلاق النار/ وهو ما لم يدخلْ حتى اللحظة في سرديةِ الاحتلال الذي ندد باستقبالِ موسكو للوفد الحمساوي واتهمها بدعم الارهاب // عند هذا الحد توقفت حربُ المعلومات وبقيتِ الكلمةُ للمَيدان/ فلم يعلُ على صوتِ العدوانِ الهمجي على قطاع غزة/ سوى الراجماتِ الصادحاتِ وصَلْياتِ الصواريخِ العابرة للغلاف ومنه إلى قلب تل أبيب وعُمْقِ وأطرافِ مستوطناتِها/ فأصابتِ الأبنيةَ والأبراجَ ورَفَعتِ المستوطناتِ ومَن فيها إلى مستوى الإنذارِ الأحمرِ رداً على استهدافِ المدنيين/./ واستمرارُ كتائبِ القسام بإطلاق رشْقاتٍ متتالية للصواريخ على مدى واحدٍ وعشرين يوماً من معركة الطُّوفان يثبتُ أن " السلاح صاحي " / ودخلت على خطِّ نارِه كتائبُ أبو علي مصطفى وغيرُها من الفصائلِ المقاوِمة على أرضِ معركةٍ واحدة / لتُثْبِتَ أنَّ ادعاءاتِ الاحتلال باستهدافِ المواقعِ والمراكِزِ هي عمليةُ تمويهٍ فاشلةٌ لاستهدافِه المدنيينَ وتبريرِ مجازرِه/ وها هو جيشُ الاحتلالِ اليومَ وبعد قصفِه المستشفى المعمداني يهدد باستهدافِ مستشفى الشِّفاء في غزة بذريعةِ أن القيادةَ المركزيةَ لحماس موجودةٌ أسفلَ المستشفى/ وإزاء استمرارِ العدوان على غزة رأى رئيسُ المكتب السياسي لحركة حماس أن المنطقةَ اليومَ على صفيحٍ ساخن/ وأن العدوان سيخرج كل المنطقة عن السيطرة/ لكن دول القرار التي تخوض حرب التعبئة دعماً لبنيامين نتنياهو/ تهرب إلى الأمام في تعويم حل الدولتين بمفاوضات جديدة علماً أن الأمم المتحدة صادقت منذ عقدين على هذا القرار ولم تلتزم إسرائيل به كعشرات القرارات الصادرة بحقها/ في المقابل فإن الاتحاد الأوروبي ومعه الولايات المتحدة الأميركية/ لا يقرأون في أسباب الطوفان ولا يقاربون قهر شعب القطاع ومعاناته وحرب إبادته وتهجيره/ ويمنون أهل القطاع بنوافذ إنسانية وبهدنة بين مجزرة ومذبحة/ لإيصال مساعدات لمن وصفوهم بالمحتاجين/ وعلى مدى واحد وعشرين يوماً من الحرب على القطاع ماطلوا في استصدار بيان لوقف إطلاق النار/./