لبنان بين فَكَّيْ كمَّاشة// عصا وجزرةُ برّاك.. وضِيقُ فُرصِ بن فرحان/ وبينَهما اعتمادُ حزبِ
الله سلاحَ "الإشارة"،// على هذه المعادلةِ رَسَت مرحلةُ ما قبلَ مجيءِ المبعوثِ الأميركي/ وعلى أيامِها القليلةِ المتبقية حَراكٌ تمهيدي قاده السعودي/ وجاء مُتَمِّماً للِقاءِ
الرياض الشهرَ الفائت بين الرجلين// الاندفاعةُ السعودية نحو لبنان على متنِ الرسائلِ المباشِرة/ شَكلت عاملَ ضغطٍ إضافي للوصولِ بالمِلف اللبناني إلى خواتيمِه المرجوّة/ وعليها عَقد الأمير
يزيد بن فرحان لقاءَينِ معَ رئيسِ
مجلس النواب نبيه بري/ وسلسلةَ لقاءاتٍ مكوكية ضمَّت قياداتٍ سياسيةً ونيابية/ وفي محصِّلةِ اللقاءاتِ أنَّ الموفدَ السعودي لم يأتِ للاستماع/ بل ليقولَ بصريحِ العِبارة إنَّ المرحلةَ المقبلة لا تَحتملُ المراوَغة، والفرصةَ المتبقية ضيِّقة// وما نقلته مصادرُ مطلعة على تلك اللقاءات/ أنَّ دعوةَ الجانبِ السعودي واضحةٌ لجهة قيامِ
الدولة اللبنانية بخُطواتٍ عملية/ معَ التشديدِ على أنَّ التصعيدَ سيكونُ بديلَ التسوية/ وأمام هذينِ الخِيارين تضيفُ المصادرُ أنَّ الأميركيَّ سيَرفَعُ يدَه عن المِلف، والخَطَرَ سيَطالُ الجميع// في المقابل برزَ سيناريو مَبنيٌّ على مُعطياتٍ جِدية وإشاراتٍ إيجابيةٍ بثَّها حزبُ الله على موجةِ المحادثاتِ المتعلقة بالورقة الأميركية/ وفي هذا الإطار نَقلت
رويترز عن مصادرَ أنَّ حزبَ الله يدرسُ تسليمَ بعضِ الأسلحةِ ولاسيما الصواريخِ والطائراتِ المسيّرة التي تُعتبر أكبرَ تهديدٍ لإسرائيل، بشرط انسحابِها من الجنوب ووقفِ هجَماتها/ وأضافتِ المصادرُ أن حزبَ الله خلُصَ إلى أن تَرْسَانةَ الأسلحةِ التي جمَعَها لردع إسرائيل ومنعِها من مهاجمة لبنان أصبحت عِبئاً وأنَّ الحزب "ليس انتحارياً"،// خُطوةُ حزبِ الله إلى الأمام، قابَلَتها مصادرُ مقربة من الحزب أكدت للجديد أنَّ انفتاحَه على النقاش لا يعني الاستسلام/ إنما مقدمةٌ لاستحصاله على ضَماناتٍ أميركيةٍ جِدية في أكثرَ من مِلف// وفي محَصِّلةِ أجواءِ اليوم/ فإنَّ كَفَّةَ التفاؤلِ رَجَحَت على خلفية حركةِ اتصالاتٍ مكثفة شهِدتها الساعاتُ القليلةُ الماضية/ وفي مقدمتِها مِروحةُ اللقاءاتِ السعودية اللبنانية/ وإشاراتُ حزبِ الله الإيجابيةُ/ وإنْ لم تأخذِ الطابِعَ الرسميَّ بعدُ إلَّا أنها أُحِيطت بضَماناتٍ عربيةٍ ودولية/ جرى ترسيمُها عند الحدودِ الشرقية والشماليةِ تحت عنوان " ممنوعٌ العبور" نحو الداخل/ إضافةً إلى مُلحقِ استيعابِ عناصرِ حزبِ الله في مؤسساتٍ رسميةٍ غيرِ أمنيةٍ كالدفاعِ المدني وغيرِه من الإدارات في مقابلِ تسليمِ السلاحِ الثقيل/ وعند هذا الحدِّ من المشاورات يتهيأُ حزبُ الله ليقَدِّم قبل "إثنين برّاك" / "نِصفَ الجوابِ الآخَر".//