عند أطرافِ أيلول/ واستباقاً لموسِم الفيضانات/ "شمَّرت" الأشغال عن "ساعِدَيْها" / فأَطلَقَت حملةَ توعيةٍ ضد رميِ النُّفايات على الطرقات/ فيما حاصَرَت لجنةُ المالِ النيابية مَطامِرَ الموت ومَنَحتِ البلدياتِ والسلُطاتِ المحليةَ جمْعَ النُّفاياتِ ومعالجتَها مقابلَ رسمٍ ماليٍّ رمزي/ بعد هدرِ الأموالِ لسنينَ على متعهدي الكَنْسِ والجَمْع/ حتى حُوصِرتِ العاصمةُ بيروت ومدنٌ لبنانيةٌ أخرى بسلسلةِ المِكَباتِ المرتفعة كالجبال/ وعوادِمِها البيئية التي تنبعثُ غازاتٍ سامّةً في الهواء وتلوِّثُ البيئةَ وتؤثِّرُ على صِحة الإنسان// وإذا كان الشيءُ بالشيءِ يُذْكر/ "فالعوادمُ السياسية" لا تَقِلُّ خَطَراً / بما يَنبعِثُ منها من تهديداتٍ إسرائيلية يروَّجُ لها ضد لبنان/ ترافَقت والكلامَ على المكشوف الذي أَطلَقه المبعوثُ الأميركي توم براك/ براك كان واضحاً وهو لم ينزَعْ قِناعَه/ بل نزَعَ القِناعَ عن وجه إدارتِه وتكلَّم باسمها/ تماماً كما كلُّ الشخصياتِ الأميركيةِ التي زارت بيروت/ فهو وصفَ الجيشَ اللبناني " بجامِع نُفايات" / وأكدَ المؤكَّدَ وهو أنْ لا وَساطة/ ولا ضمانة /والسلامُ وَهْم// اللااءاتُ الأميركيةُ هذه استَبَقَ بها براك كلمةَ الرئيسِ الأميركي دونالد ترامب في
الأمم المتحدة / فتحدث في أطولِ خِطابٍ في التاريخ عن سبعةِ حروبٍ لم يُنْهِها سوى في مخيِّلتِه / / وقف بوجه إنهاءِ أفظعِ آلةِ حربٍ ضد غزة/ وعلى هامش الجمعيةِ العامة للأمم المتحدة جمَعَ عدداً من قادة الدولِ
العربية والإسلامية لاستعراضِ خُطةٍ أميركية تهدِفُ إلى إنهاء الحربِ الدائرة في القطاع / ولم يَرشَحْ عن الاجتماع سوى أنه كان عظيماً بحَسَبِ ترامب ومثمِراً للغاية كما قال أردوغان/ فهل يراوِغُ ترامب؟ أم أنه سيُصبحُ "متعهِدَ" سلامٍ على أبوابِ جائزةِ نوبل؟/ ونبقى في نيويورك حيث ألقى رئيسُ الجمهورية جوزاف عون كلمةَ لبنان/ فقدم إحاطةً بالأعباءِ الاقتصاديةِ والأمنية / وجاءت خاليةً من دسم الوقائعِ والإثباتات/ بعدم رفعِه صُوَراً للمجازرِ
الإسرائيلية وللدمار في لبنان/ كما فَعَلَ رجب طيب أردوغان حين رَفَع صوراً للمجازرِ في غزة/ أو كما فعلَ الرئيس
الإيراني بإعدادِه كتاباً مصوَّراً عن حرب الإثنَيْ عشَرَ يوماً// وبعد التظاهرةِ الدولية بالاعتراف بالدولةِ
الفلسطينية وكلماتِ الزعماءِ في الجمعية العمومية/ تتجه الأنظارُ إلى الكلمةِ المرتقبة لرئيسِ حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو/ بعد غدٍ الجُمُعة/ وإلى اجتماعِه المرتَقب مع ترامب مطلَعَ الأسبوع المقبل ويومِه التالي /فهل سيُمنحُ الضوءَ الأخضرَ لاحتلال أجزاءٍ من الضِفة/ ولضمِّ الأغوار عند الحدودِ مع الأردن/ رداً على الاعتراف بفلسطين؟// على نيويورك ولقاءِ ترامب نتنياهو سيُبنى مُقتَضى الغد/ أما غدُ لبنانَ الذي كان معلَّقاً " على صخرةِ الروشة"/ وما أثارَهُ إحياءُ ذكرى الأمينَينِ العامَّينِ الشهيدين من انقسام / فقد أدتِ التسويةُ بين السرايا وعين التنية إلى الالتزام بتعميم رئيسِ الحكومة نواف سلام/ بعدما بادر سلام للاتصال بالرئيس نبيه بري/ شارحاً حساسيةَ الوضع وما يشكلُه الأمرُ من استفزازٍ لأهل بيروت/ وانتهى الأمر...