لم يُسعفْهُ الزمنُ ليَخرُجَ كما الحجر الأسود.. لم يرَ نظامَه يتهاوى من خلفِ أبوابِ دمشق.. ولم تنسَ له موسكو قذائفَه التي نَزَلَت يوماً على السفارةِ الروسية في قلبِ العاصمة.. فردّت له التحيةَ المتفجّرة منَ السماء.. وأَسقطت زهران علوش من عُمقِ جيشِه الإسلامي الذي أَوجعَ دمشق بشوارعِها ومدارسِها وبيوتِها العاتية على الرحيل ماتَ زهران علوش بضربةٍ روسية.. ولم يكنْ له مَوطِئٌ في (القَدم) على زمنِ إخلاءِ أربعةِ إلى خمسةِ آلافِ عنصرٍ من داعش والنُصرة معَ عائلاتِهم وتنظيفِ محيطِ العاصمة وتأمينِ ظَهرِها عسكرياً . هو الصيدُ الأثمن منذ الضَرباتِ الروسية.. وربما كانتِ العاصمةُ السورية أكثرَ مَن عَرَفَه من لغةِ الهاون المتّبعة والمتساقطة على أبنائها.. قُضي الأمرُ وقُتل قائدُ جيشِ الإسلام من دونِ معرفةِ مصيرِ جيوشِه المتفرعِ عنها خمسةٌ وأربعونَ فصيلاً.. لاسيما أنّ نائبَه والناطقَ بإسمِ جيشِه وثلاثةَ عَشَر قيادياً آخرين قد رَحلوا معَه على الرحلة الروسية ذاتِها المتجهةِ إلى الفناء . وبرحيلٍ بالمشيئةِ الإلهية وطبيعياً على الأرضِ السورية.. طَوى النائبُ السابق علي عيد صفحةً مثيرةً للجدل انتهتْ به في دمشق حليفتِه الدائمة.. وتَركَ في لبنان حزباً ومُريدين على أعالي جبل محسن و.. مذكرةَ توقيفٍ تتعلقُ بتهريبِ منفّذِ تفجيرِ مسجدَيْ التقوى والسلام في طرابلس . ومن الموت إلى الخطف الذي تداخلت خيوطُه.. إذ تؤكدُ معلوماتُ الجديد أنّ الدولةَ القطرية توسّطت لدى حزبِ الله في قضيةِ إختطافِ تسعةَ عَشَر قطرياً في العراق على يدِ حزبِ الله العراقي على هذا المِلف تحرّك المديرُ العامّ للأمنِ العام اللواء عباس ابراهيم ومديرُ الاستخباراتِ القطرية غانم الكبيسي بطلبٍ من أميرِ قطر.. وثمةَ معلوماتٌ تقول إنّ مسؤولاً قطرياً التقى مؤخراً الأمينَ العامّ لحزبِ الله السيد حسن نصرالله وإذا ما تفعلّتِ الوساطات.. فقد يَدخُلُ مِلفُ العسكريينَ اللبنانيين المخطوفين لدى داعش في هذا المِلف.. ومعَهم ثلاثةُ عناصرَ لحزبِ الله مخطوفين لدى جبهةِ النصرة وسواءٌ أُدخِلَ العسكرُ اللبناني وجنودُ الحزب في الصفقة أمْ لم يتِمَّ شُمولُهم فيها.. فإنّ القطريينَ المخطوفين في العراق ليسوا سوى رجالِ صيدٍ بَري.. وليسوا مقاتلينَ على أيٍ منَ الجَبهات.. ومتى نَجحَ الحزبُ في فكِ أَسْرِهم بوَساطتِه معَ حلفائِه العراقيين، فإنّه يكونُ بذلكَ قد عَمِلَ بتوجُّهاتِه الإنسانية التي دأب عليها ولو من دونِ شروط.. ليُثبّتَ مواقعَه على لوائحِ شرفٍ عابرةِ للوائحِ الإرهاب الأميركية عدا أن الدولةَ القطرية لها على لبنان دينٌ بوَساطتِها في الإفراجِ عنِ العسكريين لدى النصرة.