علاء حلبي - سوريا
أحاط تكتم وتعتيم اعلاميان بالمعركة التي اطلقتها عدة فصائل على محاور ريف اللاذقية الشمالي المتصل بريف إدلب، ضمن محورين أساسيين ، تولت "جبهة تحرير الشام" (هيئة النصرة) قيادة المعركة على المحور الأول الذي شارك فيه أيضاً مقاتلو "الحزب الاسلامي التركستاني"، و "أجناد القوقاز"، في حين تولت "أحرار الشام" قيادة الهجوم على المحور الآخر الذي شاركت فيه عدة فصائل بينها "جيش النصر" و "فيلق الشام".
اكتفت الفصائل التي شنت الهجوم بالإعلان عن بدء المعارك تحت اسمين، فأطقت "النصرة" اسم "فإنكم الغالبون" على معركتها، في حين أطلقت "أحرار الشام" على المعركة اسم "وبشر الصابرين".
قادة غرفتي العمليات أصدروا تعميماً على جميع وسائل الإعلام المعارضة بعدم نقل أخبار المعركة حتى انتهائها، حيث اكتفت وسائل الإعلام بنشر صور التجهيز للمعركة التي وزعتها غرف العمليات وانتظار نتائج المعركة.
وأكدت مصادر معارضة أن السبب في التعتيم الإعلامي على المعركة في الوقت الحالي جاء بهدف "تلافي الأخطاء السابقة حيث كانت تعلن وسائل الإعلام التقدم والسيطرة على المناطق بشكل كاذب الأمر الذي أثر كثيراً على مجريات المعارك وتسبب بخسائر كبيرة في صفوف المسلحين"، يضاف إلى ذلك طبيعة ريف اللاذقية الجغرافية، وهي منطقة شديدة الوعورة ويعتبر التقدم فيها صعباً جداً.
مصدر عسكري سوري شرح لموقع قناة "الجديد" تفاصيل ما جرى، موضحاً ان الهجوم انطلق على خمسة مواقع في وقت واحد، تحت قصف صاروخي ومدفعي غزير، حيث اطلق المسلحون اكثر من الف قذيفة مع بداية الهجوم، 500 منها على محور جبل زاهية، قبل أن تتحرك آليات المسلحين.
وتابع المصدر" ردت قوات الجيش على مصادر النيران، في حين تابعت قوات الرصد المتقدم تحركات المسلحين، حيث كثف سلاح المدفعية استهداف نقاط تمركز وخطوط امداد المسلحين"، مؤكداً أن عدة آليات تم تدميرها، بينها دبابة و مركبة مصفحة"، الأمر الذي أدى إلى "فشل هجوم المسلحين"، وفق تأكيد المصدر العسكري.
المحلل والخبير العسكري، العميد المتقاعد علي مقصود رأى خلال حديثه إلى موقع قناة "الجديد" أن فشل الهجوم جاء بالدرجة الأولى كنتيجة للتوزع الصحيح للقوات وللمتابعة الحثيثة والدقيقة لتحركات المسلحين في منطقة شديدة الوعورة، وتابع " الملاحظ في الهجوم هو المشاركة الكثيفة للمسلحين التركستان الذين يتلقون أوامرهم بشكل مباشر من تركيا"، وأضاف " تركيا وبعد أن عزلت عن معركة الرقة بدأت تبحث عن معارك أخرى لها في سوريا عبر أدواتها المباشرة، فقامت بفتح جبهة حماة التي شارك فيها التركستان بكثافة، وتمكن الجيش السوري من إغلاقها وتكبيد المسلحين خسائر فادحة، وها هم اليوم يقومون بفتح جبهة اللاذقية".
يذكر أن الفصائل المشاركة في الهجوم لم تعلن حتى الآن عن انتهاء معاركهم، الأمر الذي قد يشير إلى اطلاق مرحلة ثانية من الهجمات على ريف اللاذقية، وهو أمر أكد مصدر عسكري سوري أنه "متوقع"، وقال "ننتظر المرحلة الثانية بفارغ الصبر".
