دعا الشيخ سفر الحوالي الملقب لدى جمهوره من
التيار الصحوي وتلامذته بـ"ابن تيمية عصره" و"العلامة"، الحكومة
السعودية إلى فتح العلاقات مع "تنظيم داعش"، أسوة بعلاقاتها مع الرئيس
العراقي حيدر العبادي، قائلا: "فكيف لا يحاور الغلاة من المسلمين؟، وكيف تكون هناك علاقات مع "العبادي"، ولا تكون علاقات مع
الدولة الإسلامية؟".
ونقلت قناة
العربية عن الحوالي قيامه في كتابه الأخير "المسلمون والحضارة
الغربية"، بدعوة "أبو بكر البغدادي" وتنظيم "داعش" إلى مكة للتحاور معهم ومناقشة بعض مآخذه عليهم وفي ذلك قال: "وبالرجوع إلى عقيدة أهل السنة والجماعة أرى أن هذا التنظيم أقرب للحق من الرافضة ومن الأمريكان.. وأنا مستعد لمناظرة هذا التنظيم، إذا أتاح أهل الشأن له أن يأتي إلى مكة، لأني أنا أستطيع الذهاب إليهم، وبنفس الشروط السابقة، ونحن نقول ونعتقد حسب عقيدة أهل السنة والجماعة، أن المسلم وإن أخطأ أو ابتدع أو غلا خير من المشرك أو الكافر، ولهذا لا يجوز التحالف مع الكفار لقتال المسلمين، فلا نتحالف مع أمريكا ولا غيرها، بل نحارب الكفر أكثر مما نحارب الغلو".
وكانت السلطات السعودية قد اعتقلت الداعية الإسلامي البارز الشيخ سفر الحوالي وثلاثة من أبنائه.
وذكرت جماعة "القسط" الحقوقية ومقرها لندن إن الاعتقالات جرت بعد نشر الحوالي لكتاب جديد أثار عاصفة من الانتقادات على
مواقع التواصل الاجتماعي.
الحوالي ولد عام 1955 في حوالة جنوبي السعودية، وحصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة أم القرى في مكة. أقيل من منصبه كرئيس لقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة في جامعة أم القرى على خلفية انتقاداته للعلاقات
الأمريكية الخليجية. برز قبل نحو 25 عاما كزعيم لحركة "الصحوة" التي اتهمت الأسرة الحاكمة بالفساد وانتقدتها بسبب التحرر الاجتماعي والعمل مع الغرب. زجت به السلطات في السجن خلال تسعينيات القرن الماضي لكنها أطلقت سراحه بعدما خفف من انتقاداته.
في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، ساند الحوالي "الجهاد" ضد
الولايات المتحدة لكنه ندد أيضا بهجمات الإسلاميين المتشددين على الغربيين في السعودي. له العديد من المؤلفات مثل العلمانية نشأتها وتطورها وأثرها، والقدس بين الوعد الحق والوعد المفترى، وكشف الغمة عن علماء الأمة: وعد كيسنغر والأهداف الأمريكية في الخليج، والانتفاضة والتتار الجدد.