رفع المعارض السعودي عمر عبد العزيز المقيم في كندا دعوى ضد شركة إسرائيلية قال إنها ساعدت الحكومة السعودية في التنصت والتجسس عليه ومراقبة الرسائل التي تبادلها مع الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقي الذي قُتل قبل شهرين داخل القنصلية السعودية في اسطنبول، وفق ما اشارت قناة "بي بي سي" البريطانية.
وقال عبد العزيزر عبر صفحته على تويتر، بحسب "بي بي سي": "دفعت السعودية أكثر من ٥٥ مليون دولار لشركة إسرائيلية للتجسس علي وعلى نشطاء آخرين .. اليوم نقاضيها أمام المحاكم".
الى ذلك قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن هذه الدعوى تمثل خطوة إضافية ضد الشركة الإسرائيلية، مجموعة إن أس أو ( NSO Group ) والحكومة الاسرائيلية التي منحت الشركة تراخيص لبيع برمجيات خبيثة تعرف باسم "بيغاسوس" إلى الحكومات الأجنبية.
وتابعت "بي بي سي" انه إضافة إلى الدعوى التي رفعها عمر عبد العزيز في كندا هناك دعاوى ضدها في كل من قبرص والكيان الإسرائيلي رفعها مواطن قطري ومجموعة من الصحفيين والنشطاء المكسيكيين كانوا ضحايا للتنصت والمراقبة عبر برمجيات صدرتها الشركة الاسرائيلية.
كما نشرت صحيفة يدعوت آحرونوت الإسرائيلية الشهر الماضي تقريراً مطولاً عن هذه الشركة تحت عنوان: "شركة برمجيات إسرائيلية تفاوضت مع السعودية لبيعها برامج قرصنة إلكترونية متقدمة".
وجاء في التقرير إنه قبل أشهر قليلة من شن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حملة اعتقالات واسعة شملت عدة مئات من الأمراء ورجال الأعمال، عرضت الشركة على المخابرات السعودية برامج لقرصنة الهواتف النقالة.
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية فإن أول اجتماع عقد بين مسؤولي الشركة وكبار الضباط في المخابرات السعودية كان في العاصمة النمساوية، فيينا، أواسط عام 2017 ، إذ عرضت الشركة على الجانب السعودي آخر منتجاتها في مجال قرصنة الهواتف النقالة وهو برنامج بيغاسوس 3، وهو برنامج متطور للغاية وليس من الضروري أن يقوم صاحب الهاتف بالضغط على رابط لكي تتم قرصنة الهاتف.
وقالت الصحيفة الاسرائيلية، وفق ما نقلت "بي بي سي" أن السعودية اشترت برنامج بيغاسوس 3 قبل اعتقال الامراء ورجال الأعمال .
وبهدف إقناع الجانب السعودي بالقدرات المتطورة لهذا البرنامج طلب الوفد الإسرائيلي من عضو الوفد السعودي، ناصر القحطاني، الذي وصف نفسه بنائب رئيس المخابرات السعودية، الذهاب إلى مركز تسوق قريب من مكان اللقاء وشراء هاتف آيفون وإعطاءهم رقم الهاتف، وبعدها شاهد الوفد السعودي كيف تمكن الإسرائيليون من قرصنة الهاتف والتنصت على الإجتماع وتصوير الحضور.
وفي نهاية المطاف وبعد عدة إجتماعات إضافية اشترى السعوديون نسخا من هذا البرنامج بقيمة 55 مليون دولار.
وقالت الصحيفة إن السعوديين طلبوا شراء 23 نسخة من هذا البرنامج لقرصنة هواتف المعارضين السعوديين في الداخل والخارج.
وطلب السعوديون خلال الإجتماع من الوفد الإسرائيلي تحديد هوية صاحب حساب على تويتر ينشر مواد مناوئة للحكم في السعودية لكن الإسرائيليين رفضوا الطلب.
ومؤسسا الشركة ومديراها الحاليان هما الإسرائيليان اومري لافي وشاليف هاليو والشركة مسجلة في قبرص بينما مركزها ومختبراتها في الاراضي المحتلة.
ولفتت "بي بي سي" الى انه لا تُعرف بالضبط آلية عمل هذا البرنامج فهو لا يتطلب الضغط على رابط ليتم زرع برنامج القرصنة في الهاتف، لكن الخبراء يعتقدون أن البرنامج يستفيد إما من ثغرة في الخادم الذي يربط بين الهاتف وبرج الاتصالات أو من ثغرات في التطبيقات الموجودة في الهاتف.
وحالما تتم قرصنة الهاتف، تتحول الكاميرا و مايكروفوناته إلى أجهزة تنصت على صاحب الهاتف وتسجل ما يجري عبر الهاتف وهذا يشمل حتى الرسائل المشفرة عبر تطبيق "واتس آب" واسع الانتشار.
واشارت القناة البريطانية الى ان الشركة تحقق أرباحا طائلة، وقد ارتبط أسمها بحكومات دول تشهد انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان. كما يمكن أن تستخدم برامج القرصنة التي تنتجها الشركة في مواجهة انشطة الجريمة المنظمة والارهاب، لكن عدداً من الحكومات تستخدمها في التجسس على معارضيها والصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان.
وأضافت الصحيفة إن دولة الإمارات العربية المتحدة اشترت من الشركة برامج ساعدتها في التنصت على زعماء دول مجاورة ورئيس تحرير إحدى الصحف العربية في العاصمة البريطانية.