من بلدة قوسايا في عمق
البقاع اللبناني، إلى منطقة الناعمة في قضاء الشوف مرورا بمخيم اليرموك في دمشق، نشطت
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة، وهناك في
الشام أطلق أمينها العام
أحمد جبريل، إذاعة القدس على طريق تحرير الأرض والإنسان، وعمل على هذا الهدف حتى وافته المنية يوم الأربعاء في سوريا، التي يحمل جنسيتها.
رحل
أبو جهاد، القيادي الفلسطيني البارز متأثرا بحالته الصحية في أحد مشافي
العاصمة السورية
جبريل المولود عام ثمانية وثلاثين في قرية يازور قضاء يافا، عايش أحداث فلسطين، فلجأ طفلا إلى سوريا مع أسرته بعد نكبة عام ثمانية واربعين، وتعلم في مدارسها وتخرج من الكلية الحربية في القاهرة عام تسعة وخمسين، ليصبح ملازما ثم ضابطا في الجيش السوري قبل تسريحه عام ثلاثة وستين.
القيادي الراحل صاحب مسيرة طويلة من النضال فهو أول من خطط للعمليات الاستشهادية في تاريخ الصراع مع العدو الإسرائيلي، واشرف على إعداد وتنفيذ صفقتين لتبادل الأسرى مع إسرائيل أطلق بموجب إحداها مؤسس حركة "حماس"
الشيخ أحمد ياسين
اسس جبريل عام 65 جبهة التحرير الفلسطينية.
ارتبطت سيرة جبريل المولود لأم سورية، بتحالفه الوثيق مع دمشق، وبقي وفيا لها حتى وفاته، وقاتل عناصره إلى جانب الجيش السوري في الحرب
الأخيرة خصوصا في مخيم اليرموك.
تحالف جبريل مع ليبيا
معمر القذافي والجمهورية الاسلامية في إيران، وعرف بصراعه الطويل مع قيادة منظمة التحرير، حد المواجهة المسلحة معها في لبنان، خصوصا أثناء أحداث الانشقاق داخل فتح عام ثلاثة وثمانين وفي حرب المخيمات عام خمسة وثمانين، وقد كان جزءا من أغلب التحالفات الفلسطينية التي استهدفت معارضة نهج التسوية والمفاوضات الذي تبنته منظمة التحرير، بعد انخراطه في كل فصول الحرب الاهلية اللبنانية احتفظ فصيله بمواقع مسلحة خارج المخيمات اللبنانية في
الناعمة وقوسايا.
واغتيل نجله جهاد عام الفين واثنين في بيروت بانفجار اتهم العدو الإسرائيلي بتدبيره.