بعد شهر من تجريف الأراضي وتدمير غرسات الزيتون ووقوع صدامات دامية بين أهالي النقب والشرطة الإسرائيلية،عادت جرافات «ككال» الصهيونية بحماية قوات معززة من الشرطة والوحدات الخاصة التابعة لها لتجتاح قريتي تل السبع وأم بطين، جارفة الأراضي ومتلفة المحاصيل الزراعية لأهالي المنطقة العرب. وأفاد شهود بأن الشرطة أغلقت المنطقة، ومنعت الأهالي من الاقتراب والتصدي للآليات التي جرفت الأراضي، وأتلفت حقول القمح والشعير. وزعمت أن المزارعين يستغلون أراضي الدولة.
وبلغت عملية تهويد المنطقة أوجها فيما سمي «الخطة القومية الإستراتيجية لتطوير النقب»، المقرة من الحكومة الإسرائيلية عام ألفين وخمسة، وتتلخص في زيادة عدد اليهود هناك بحيث يصلون إلى قرابة مليون نسمة، على ألا يزيد العرب على مئتي ألف. واستهدفت هذه القرى بهدم البيوت وحتى البركسات والخيام.
ومن جانبها أطلقت منظمة "كود بينك" النسائية في الولايات المتحدة الأمريكية، حملة للتوقيع على عريضة تطالب وزير الخارجية الأمريكي
توني بلينكن، بالتدخل لوقف حملات التطهير العرقي بحق الفلسطينيين في مناطق النقب المحتل/ وطالب، نحو ألفين وخمسمئة مواطن
أمريكي، وقعوا على العريضة،
وزارة الخارجية في حكومة بلادهم، "بالتدخل لدى الصندوق القومي اليهودي لوقف نشاطات التطهير العرقي، ومشاريع التشجير في النقب، التي تهدف إلى تهجير المجتمعات من أراضيها". ودانت العريضة، دور الصندوق في تهجير الفلسطينيين من قرية العراقيب عبر تمويل زراعة أراضيها بالأشجار، والاستيلاء على عقارات في أحياء شرقي
القدس، في الشيخ جراح، وسلوان، وذلك بعد احتلال القدس عام سبعة وستين.