لم يقدّم الرئيس الأميركي اعتذاراً على القنبلة الذرية الأميركية التي تسببت بمقتل مئات الآلاف في هيروشيما في العام 1945. فالإعتذار ليس أمراً تفعله الولايات المتحدة، والدول عموماً لا تعتذر على العنف ضدّ دول أخرى. وهناك سلسلة أحداث أخرى اتهمت بها الولايات المتحدة ولم تعتذر عنها، وفقاً لآدام تايلور في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، وهي:
- العميل البرتقالي:
خلال حرب فيتنام، ألقت واشنطن حوالي 12 مليون رطل من العميل البرتقالي، وهو اسم حركي لمبيد أعشاب فوق مناطق في فيتنام وكمبوديا ولاوس، في محاولة لإزالة الغطاء عن الفييتكونغ وقتل المحاصيل الزراعية. منذ ذلك الحين، قدّر الصليب الأحمر في فيتنام بحوالي مليون شخص عدد المعوّقين والمعانين من مشاكل صحية بسبب الاحتكاك بالمبيد.
وأنفقت واشنطن أكثر من 100 مليون دولار للمساعدة في تنظيف الفوضى التي خلفتها المبيدات، فيما خصّص الكونغرس مبالغ أصغر بكثير على برامج الصحة والاحتياجات الخاصة التي استهدفت غالباً أولئك الذين تضرروا من العميل البرتقالي.
- انقلاب 1953
في العام 1953، أطيح برئيس الوزراء الإيراني المنتخب ديموقراطياً محمّد مصدّق بانقلاب. وتمّ تثبيت محمّد رضا بهلوي كشاه لإيران، لكنه عاد وخُلع هو أيضاً في الثورة الإيرانية في العام 1979. وفي وثائق رفعت السرية عنها، اعترفت وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي أي" بأن الإطاحة بمصدق نُفذت تحت إشرافها كعمل من أعمال السياسة الخارجية الأميركية، تم التخطيط والموافقة عليها على أعلى المستويات في الحكومة بمساعدة من الاستخبارات البريطانية.
- انقلاب آخر
يشتبه على نطاق واسع في تورط الولايات المتحدة بالانقلاب الدموي الذي أطاح بالرئيس الاشتراكي سلفادور ألليندي في العام 1973 وجلب الديكتاتور أغوستو بينوشي إلى الحكم. ونفت الـ"سي آي أي" أيّ تورّط مباشر بالانقلاب، على الرغم من اعترافها بأنها كانت معارضة لرئاسة ألليندي.
- تجارة الرقيق في الغرب الأفريقي
قدّم الكونغرس اعتذاراً عن العبودية للأميركيين الأفارقة في العام 2009، إلاّ أن الاعتذار صيغ بطريقة عنت بأنه لا يمكن استخدامه كتبرير قانوني للمطالبة بتعويضات.
- دعم ديكتاتور الكونغو
كان باتريس لومومبا رئيس الوزراء الكونغولي الأول المنتخب ديموقراطياً. ومع ذلك، أطيح به بعد 12 أسبوعاً على بداية عهده ثم قتل بعد 4 أشهر على ذلك في 2 تموز 1961. الاغتيال الذي جرى بعد 7 أشهر على استقلال بلاده عن بلجيكا، وفي حرارة الحرب الباردة، أصبح ينظر إليه ككارثة للدولة المعانية من المشاكل. واعترفت بلجيكا بدورها في الاغتيال في العام 2002 وقدمت اعتذاراتها الرسمية عن الخطوة.
- اجتياح العراق
من الواضح أنّ الاجتياح الذي قادته أميركا للعراق سنة 2003 هو واحد من أكثر اللحظات إثارة للجدل في التاريخ الحديث. جورج بوش الابن الذي أمر بشنّ الاجتياح قال لقناة سي أن أن الأميركية سنة 2010: أنا مقتنع لو أنّ صدّام حسين كان في السلطة اليوم، فإن العالم سيكون أسوأ بكثير.
- الرحلة الجوية الإيرانية 655
في 3 تموز 1988 أطلقت سفن "يو أس أس فينسينز" الحربية الأميركية صاروخين باتجاه طائرة تمّ الاعتقاد خطأ بأنها مقاتلة "أف 14" تطير فوق الخليج العربي. لكن الطائرة كانت رحلة جوية مدنية حيث قضى جميع ركابها البالغ عددهم 290 شخصاً.
وحدث إسقاط الطائرة خلال فترة توتر بين إيران وأميركا التي كانت تدعم العراق في حربه ضدّ الأولى. على الرغم من الطابع المأسوي للحادث قدمت واشنطن القليل من الندم. سنة 1996 بيل كلينتون أبدى أسفه على الحادث ودفعت أميركا 131.8 مليون دولار كتعويض حيث ذهب 61.8 مليوناً لعائلات الضحايا. لكن لا اعتذاراً رسمياً أو اعترافاً بارتكاب خطأ تم تقديمهما مطلقاً.