ركّز الموقع
البريطاني الإخباري "ميدل إيست آي"، بحسب ما نقلت عنه صحيفة
الأخبار، على عدد من الشخصيات في قضية المواطن البريطاني الذي ظهر في أشرطة فيديو لتنظيم "
الدولة الإسلامية" وهو يذبح عدداً من الرهائن الغربيين، ومن بين هذه الشخصيات التي ركّزت عليها أحد مقالات الموقع عمر بكري فستق وإد حسين، لارتباطهما بالحزب الإسلامي المحظور في بريطانيا "حزب التحرير" و"حركة المهاجرون" التي أسسها فستق عام 1996 بعدما غادر "التحرير".
ويكشف كاتب المقال عن العلاقة الوثيقة بين أجهزة الاستخبارات
البريطانية وحسين وبكري "حتى قبل أن يتحوّلا إلى وجوه إعلامية شهيرة".
ونقل الكاتب عن جون لوفتوس، ضابط سابق في استخبارات الجيش الأميركي والمدّعي في وزارة العدل الأميركية، قوله إنّه "عندما ترك بكري حزب التحرير الذي كان يرأسه عام 1996 وأنشأ "المهاجرون"، جنّده مباشرة جهاز الاستخبارات البريطانية الخارجية MI6"،مضيفاً أنّ "تجنيد بكري جاء بهدف تسهيل نشاط الإسلاميين في دول البلقان"، وإلى جانب بكري جنّدت الاستخبارات البريطانية في الفترة ذاتها "أبو حمزة المصري" المحكوم حالياً في قضايا إرهاب في
الولايات المتحدة الأميركية.
وبحسب المقال، فإنّ شودري كان أحد مؤسسي "المهاجرون" إلى جانب بكري، و"كان منخرطاً عن قرب في عملية تدريب بريطانيين إسلاميين وإرسالهم للقتال في الخارج" وحركة "المهاجرون" كانت "تحظى بمباركة الاستخبارات البريطانية".
ووفق المؤرخ مارك كورتيس، قام بكري "وفق الترتيب المتّبع" بين الاستخبارات و"المهاجرون" بـ"تدريب مئات
البريطانيين في معسكرات في المملكة المتحدة وفي الولايات المتحدة".
وقبيل تفجيرات لندن عام 2005، كشفت صحيفة "ذي وول ستريت جورنال" نقلاً عن مسؤول وصفته برفيع المستوى في استخبارات الأمن القومي MI5 أنّ بكري "كان لفترة طويلة مخبراً لدى الأجهزة البريطانية وقد ساعد MI5 في عدد من التحقيقات التي كانت تقوم بها".
كما نقل المقال معلومات عن أحد المحامين البريطانيين الرفيعين في شؤون الإرهاب، تقول إن "بكري وشودري اجتمعا نحو 20 مرّة بجهاز MI5 بين عام 1993 وأواخر التسعينيات".
كما يؤكد المقال أنّ علاقة الحكومة البريطانية مع بكري لم تتوقف بعد مغادرته الأراضي البريطانية، إذ تشير المعلومات إلى أنه في عام 2010 "ذهبت أموال حكومية بريطانية إلى بكري" بهدف "دعم حركات إسلامية معارضة من بينها "
القاعدة" من أجل الحدّ من النفوذ
الإيراني والسوري في المنطقة"، مذكّراً في هذا السياق بتصريح بكري "لأحد الصحافيين" عندما قال إن "السنّة الغاضبين في
لبنان يطلبون مني أن أنظّم لهم الجهاد ضد الشيعة، وتنظيم القاعدة هو الوحيد القادر على هزم
حزب الله".
وأضاف المقال أنّ بكري درّب "منذ وصوله إلى لبنان" عدداً من "المجاهدين البريطانيين والألمان والفرنسيين من الذين ذهبوا وقاتلوا في
سوريا"، و"ظلّ على اتصال بنائبه شودري من خلال الإنترنت وبثا أشرطة تحثّ البريطانيين على الالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية والتوجه إلى سوريا للقتال هناك وقتل المدنيين".
وسأل كاتب المقال: فهل كان "الجهادي جون" أحد تلامذة بكري؟" مذكّراً بأنّ الموازي كان على "لائحة المراقبين" من قبل الاستخبارات البريطانية. فكيف منع من السفر إلى الكويت ولم يمنع من التوجّه إلى سوريا؟