أكد امين سر تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ابراهيم كنعان أن "لا فيتوات على أحد والحكومة العتيدة يجب ان تراعي الاحجام والتمثيل كما الخيارات التي اعتمدتها الاطياف السياسية في الانتخابات الرئاسية لتمكين الشعب من المحاسبة"، مشددا على أن "قانون الانتخاب سيكون أولى الأولويات لتقوم المؤسسات على أسس ديموقراطية صحيحة".
كلام كنعان جاء خلال احتفال لمناسبة عيد الاستقلال أقيم في بلدة جورج البلوط المتنية، بعد غرس شجرة ارز في ساحة البلدة، حملت اسم "ارزة الخلاص"، وقال: "اليوم في عيد الاستقلال، يهمني التأكيد ان الاستقلال ليس فقط ممارسة الدولة لسيادتها على أراضيها، بل هو ثقافة نعيشها اينما كنا، في السجن والمنفى او تحت الاحتلال والظلم والقهر والاحتلال اذا كنا احرارا. والحرية ليست ظرفا عابرا، بل هي شجاعة وفعل ممارسة وايمان بأنك انسان حر. ويمكن ان تدفع ثمنها غاليا في بعض الظروف، او تحقق ثمنا كبيرا في ظروف أخرى، لكن وفي كلا الحالتين لا نتطلع الى الثمن ولا نتأثر به. وفي هذا الاطار، اذكر اليوم كل من سقط ونفي وسجن واعتقل من اجل ان نكون هنا، وذكراهم لا تغيب عنا، بحيث نأخذ العبر من النضال لنحافظ عليه للمستقبل".
وتابع: "التفاهمات المسيحية مسألة ثابتة ولا تراجع عنها تحت أي ظرف أو ضغط أو مصلحة وهي جسدت الخطوة الأولى على طريق تحقيق التفاهمات الوطنية الحاضنة لوحدة لبنان والعيش المشترك. وهذا الدور لطالما جسده المسيحيون في تاريخهم ونذكر في هذا السياق، كيف ان البطريرك الياس الحويك مثل حكومة لبنان في مؤتمر فرساي وكان المدماك الأول باستعادة الاقضية المسلوخة واستقلال وسيادة وحرية لبنان. وليس بالغريب علينا كمسيحيين ان نضطلع بهذا الدور الذي هو في أساس وجود لبنان. كل المصالحات مطلوبة، على ان تكون على أساس الرؤية لا الكراسي، ومصالحتنا مع القوات لم تكن بالاساس على مناصب او توزيع مغانم وحصص، بل على فكرة لبنان، واستعادة الشراكة والميثاق والدستور وإصلاح الدولة ومن أهم اهدافها رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب، وهو احدى المداميك الأساسية لاصلاحها والتي من دونها لن يكون هناك لا ديموقراطية ولا مؤسسات".
واعتبر ان "هناك أمورا أخرى أساسية لبناء الدولة، ونحن مثلا في مخاض تأليف الحكومة، نسأل هل هذا التأليف يكون بعملية توزيع عشوائية أو مزاجية؟ فاذا اردنا احترام مبدأ المحاسبة على الخيارات التي تقوم بها القوى السياسية فهذه المحاسبة لا تكون بخلط الخيارات والناس ببعضها البعض ما يمنع هذه المحاسبة ويعمم الخطأ او الصحّ على الجميع بل بالعودة الى الأصول والمبادئ الديموقراطية، واعتماد الموالاة والمعارضة وان في مرحلة لاحقة اذا كنا اليوم في مرحلة انتقالية، فنحن أصحاب طرح حكومة الوحدة الوطنية لكن لا مرحلة انعدام الوزن الوطنية. لذلك نقول ان لا فيتوات على احد، ولا نقبل في الوقت عينه بأي فيتو علينا أو على حلفائنا او على أي مكون، وعلى الحكومة ان تأخذ في الاعتبار الاحجام والتمثيل، والخيارات والرهانات. فهناك من قام بخيار، وهناك من قام بخيار آخر. لذلك، المطلوب منح الفرصة للعمل والمحاسبة على أساس المحاسبة والأداء".
وقال: "تحقق الانتصار الكبير لناحية الانتقال بعد 26 عاما من غياب التوازن واحترام الميثاق، الى مرحلة تكريس الميثاق والدستور والأصول بوصول العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، ومعه كسرنا الحلقة المفرغة والمحرمات، لتكريس الشراكة الفعلية والتعددية. وبالارادة نفسها، وبروح المصالحة نفسها والتفاهمات الوطنية التي نفتخر بها ونسعى لتطويرها لمصلحة الدولة والميثاق والوحدة الوطنية والحرية والديموقراطية الحقيقية. فمن غير المسموح، كما قال فخامة الرئيس، تجاوز الدستور والأصول في المرحلة المقبلة، وسنناضل من أجل ذلك".
وختم كنعان: "وأنا بحضرة رؤساء البلديات والمخاتير، أؤكد ان الانماء سيكون للجميع، وللمصلحة العامة، لا بسياسة الانتقام والكيدية، بل للمتن كل المتن، لكل بلداته وبلدياته. ولن نسمح بتغييب احد عن الانماء بفعل الانتماء السياسي. وهذا وعدنا لكم، وهكذا مارسنا عندما كنا خارج السلطة، واليوم بعدما اصبحنا على رأس السلطة. والمطلوب منكم في المرحلة المقبلة ان تقولوا الحقيقة مهما كانت صعبة، وان تنبهوننا عندما نخطىء بلا خوف من أحد، فمن من المفترض ان تخافوا منه هو من سيحميكم من الآن فصاعدا".