نشر موقع "ذا أتلانتك" مقالاً حول الدور الذي أدته
فرنسا في عودة رئيس الوزراء
سعد الحريري إلى
لبنان، والتراجع عن استقالته، التي أعلنها في تشرين الثاني بالسعودية.
وأشارت كاتبة المقال الصحافية أنابيل تيميست، إلى تصريح
الحريري بعد عودته حيث قال إن هناك شخصاً واحداً يريد أن يشكره، وهو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وتعلق الكاتبة بأن "قرار ماكرون التدخل فاجأ الكثيرين، لأن فرنسا لم تعد قوة عظمى في المنطقة كما كانت سابقاً، لكن دوافعه لفعل ذلك تعود لتاريخ
مشترك قائم على مصالح اقتصادية واستراتيجية بين لبنان وفرنسا، ودعم ماكرون يوفر الدعم لحكومة الحريري الضعيفة، التي تعاني من العجز العام وتدفق اللاجئين غير المسبوق في البلد، والحرب في
سوريا على حدودها"،
وتضيف تيميست: "باختصار، فإن دعم ماكرون يساعد الحريري في شراء الشرعية في لبنان ودولياً، في وقت أصبح فيه لبنان ساحة حرب بالوكالة بين
السعودية وإيران"، وترى أنه "في مساعدة الحريري، والتوسط بين السعوديين واللبنانيين والإيرانيين، يبدو أن ماكرون يستغل ما يبدو أنه تراجع في الدبلوماسية الأمريكية في المنطقة".
وتقول الكاتبة: "علاقة عائلة الحريري بالرئاسة
الفرنسية عانت من التهم بالفساد ومقايضة النفوذ منذ تسعينيات القرن الماضي" حسب قولها، مشيرة إلى قضية موظفي "سعودي أوجيه" والموظفين الفرنسيين فيها.
وتختم تيميست مقالها بالقول إن "ماكرون حقق مكسبا دبلوماسيا كبيرا في
الشرق الأوسط، بهندسة عودة الحريري إلى لبنان، لكن هناك ثمنا لكل انتصار، فإن كان ينوي ملء الفراغ الذي تركته أمريكا في المنطقة فستكون لديه فرص كثيرة لتجريب الوساطات في الصراع، وسيكتشف كما اكتشفت أمريكا أن الانتصارات الكبيرة نادرة".