اكد مصدر سعودي صحة الزيارة التي جرى الحديث عنها قبل ايام، مشيراً الى ان مدير مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك التقى ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمّد بن سلمان.
وقال المصدر لصحيفة "اللواء" ان الزيارة جرت بوساطة سورية ، مشدداً على انه لم يتطرّق فيها البحث إلى إنشاء تحالف رباعي يضم: السعودية والأسد وتركيا والأردن لمحاربة الإرهاب.
وقال المصدر: "ليس صحيحاً ما نُسِب قوله إلى السعوديين بأنّ أساس مشكلتهم مع بشار الأسد هو تحالفه مع إيران."
وروى المصدر الإعلامي السعودي قصة اللقاء مع مملوك من بداياتها، موضحاً ان الروس قالوا للسعوديين بأنّ دعمهم للمعارضة السورية يُعيق فرص الحل السياسي، ويؤجّج الإرهاب، فرد السعوديون بالنفي، وقالوا للروس هل من مبادرة لديكم لحل غير جنيف؟، فكانت الإجابة الصمت.
وتابع المصدر "التقط السعوديون الفرصة، وقالوا حسناً لدينا مبادرة، وكان هدف السعوديين منها إمّا إحلال السلام الذي يرضى به السوريون، أو تعرية الأسد أمام الروس الذين اقترحوا على السعوديين الجلوس مع جماعة الأسد".
ولفت المصدر الى ان مملوك وصل إلى جدة، وليس الرياض، موضحاً ان حلفاء السعودية على علم بذلك، وقال: "ربما هذا ما لم يعلمه نظام الأسد الذي تذاكى وحاول الحصول على إذن لطائرة مملوك عبر إحدى سفاراته بالخليج لرغبته بتسريب الخبر، غير مدركٍ، أي نظام الأسد، أن هناك تنسيقاً سعودياً – خليجياً".
واضاف المصدر ان "مملوك وصل الى جدة وقدّم السعوديون مبادرتهم التي تهدف إلى تعرية الأسد، وكشف حقيقة مَنْ يدعم الإرهاب بسوريا".
ولفت الى ان السعوديين طرحوا الخطة كالتالي: "نوقف دعمنا للمعارضة، في المقابل تُخرِجون حزب الله وإيران والميليشيات الشيعية المحسوبة عليها من سوريا، وبذلك يكون الصراع سورياً - سورياً، أو الحل سورياً - سورياً، ونحن نبارك ما تتّفقون عليه".
ونفى المصدر ما ورد في صحيفة "الاخبار" التي قالت بان السوريين اشترطوا للتقرب من الرئيس السوري بشار الاسد الابتعاد عن ايران، وقال: "هذه هي القصة، وليس الابتعاد عن إيران كثمن للتقارب مع الأسد كما ذكرت صحيفة "الأخبار" التي لم تنشر بالطبع أنّ مملوك قال للسعوديين: "كيف نتصرّف مع حزب الله؟ اعطونا فرصة نفكر"....
واضاف: "ليس التباهي بتلويم السعودية، وغيره من الخطاب الدعائي، وليس بمقدور مملوك التباهي بإيران وميليشياتها حينها، كون الأسد كان يشعر بالحنق لعلمه بتفاصيل المفاوضات مع حليفيه روسيا وإيران، بل كان يشعر بالرعب كون المفاوضات وصلت حد التساؤل: ومَنْ يقبل استضافة الأسد؟ والقصة ليست بالإيرانيين وحدهم، بل والروس الذين باتوا يناقشون مرحلة ما بعد الأسد، فالوفد الروسي الذي حضر لقاء مملوك مع السعوديين لم يرافقه على نفس الطائرة، وحضروا بطائرة أخرى ليكونوا شهوداً، وليس طرفاً ضامناً للأسد الذي يعي أنّ سحب موسكو لرعاياها من سوريا أمر جاد، ناهيك عن الموقف الروسي من القرار الأممي رقم ٢٢١٦ الخاص باليمن".