افادت المعلومات ان السفير الأميركي في بيروت دافيد هيل وقبل صدور قرارات تأجيل التسريح للقادة الأمنيين بساعات الاسبوع الماضي، إتصل بوزير العمل سجعان القزّي، مستفسراً عن مكان رئيس حزب الكتائب النائب الممدد لنفسه سامي الجميل للقائه على الفور.
وبحسب صحيفة "الاخبار" فان وزير العمل رافق هيل إلى أحد المطاعم في الصيفي، حيث كان "وريث آل الجميل" يتناول غداءه.
واشارت الصحيفة الى ان الطرفين تحدّثا مطوّلاً في عدد من الملفات، وكانت الخلاصة ضرورة "انضمام الكتائب إلى الحلف المواجه للرابية في ملف التعيينات الأمنية والعسكرية، على أن تكون الممارسة الكتائبية تصعيداً واضحاً ضد تكتّل التغيير والإصلاح، وتحميله مسؤولية كل التعطيل الحاصل في البلد".
واضافت الصحيفة انه الجميل لم يتأخر في تنفيذ ما طُلب منه، موضحة ان الاخير خرج أمس بعد اجتماع المكتب السياسي، ليشّن هجوماً ضد العماد ميشال عون، من دون أن يسميه، بالقول إن "منطق أنا أو لا احد لن يوصلنا الى اي مكان، فقد جرّبناه لمدة سنة وثلاثة اشهر لكنه لم ينجح، لأن اي مرشح ينتمي الى محور معين لن ينجح".
وفي السياق اعدت أوساط كتائبية كلام الجميل "بديهياً، وأقل ما يُمكن لرئيس حزب لبناني أساسي أن يقوله في بلد يتجّه نحو حافة الإنهيار"، لكن مصادر مطلعة على العلاقة بين عوكر والصيفي تؤكد أنه "عندما يُستقبل السفير الأميركي في الصيفي، فإنه يُستقبل كمحرّك من محركات السياسة الكتائبية".
واضافت المصادر ان هذا الأمر، معطوفاً على العلاقات الفاترة بين الكتائب والتيار الوطني الحر، "أقلّ ما يمكن ان ينتج عنه ما سمعناه من الجميل اليوم (أمس)"، إذ إن "التعاطي العوني مع الكتائب يجري كما لو أن الحزب غير موجود"، وبالتالي "تأييد مطالب الجنرال سيكون هدية لا يستحقها".
الى ذلك استبعدت مصادر سياسية أن يكون كلام الجميل هذا "خطوة في طريق رفع الغطاء الكتائبي عن حكومة تمّام سلام بعدما باتت تؤثر سلباً على رصيده الشعبي".
وقالت: "من يعرف رئيس الكتائب حق المعركة، يدرك أن هجومه على عون والحكومة، ليس سوى استثمار لحالة الصمت التي يلتزمها حزب القوات اللبنانية. فرئيس الحزب سمير جعجع يُحاذر حتى الآن الصدام مع عون، وفي هذا «فرصة للجميل لجني الثمار في الشارع المسيحي باعتباره الأعلى صوتاً والأكثر احساساً بوجع الناس".