مثل احد المقربين من المطلوب الفار شادي المولوي وهو التاجر هيثم ح. امس امام المحكمة العسكريّة .
وكان هيثم ح. عمل عنده المولوي لسنوات طويلة كموزّع محارم للمحال التجاريّة قبل أن يعتقله
الأمن العام في العام 2012.
وقد اظهرت التحقيقات والاعترافات للموقوفين في ملف احداث
طرابلس الكثير من الاخبار لا سيما ما دار في مسجد حربا ومسجد عبد
الله بن مسعود.
فبحسب صحيفة "
السفير" فانه بعد أن خرج المولوي بقيت للتاجر هيثم ح. في ذمّة المولوي نحو 7800
دولار أميركي، ليتمنّع عن إرجاعها بحجّة أنّه غير قادر بعد أن تصرّفت زوجته بالمبلغ.
واضافت الصحيفة استناداً الى ما كشفته التحقيقات والاعترافات التي ادلى بها هيثم "صار شادي المولوي زعيماً.. فزعماء طرابلس نصبوه"،مشيراً الى انه بقي يتردّد إلى مقرّ إقامة المولوي لاسترجاع أمواله.
وتابع الموقوف :" المولوي كان مرّة يتذرّع بعدم امتلاكه المال ومرات يستقبله أحدهم لإبلاغه أنّه غير موجود، وذلك إلى أن وعده الأخير أنّه سيردّ له الدين فور أن يعطيه الرئيس
نجيب ميقاتي".
ولأنه تبين أن وعد مولوي غير صحيح وأن
ميقاتي لم يعطه مالاً، ملّ هيثم وما عاد يتردّد على المولوي، حتى اتصل به بعد سنّة وشهرين أي قبل وقوع أحداث طرابلس بنحو الثلاثة أشهر، ليبلغه أنّه سيجري مناقصة لـ1500 حصّة غذائيّة ليوزّعها على نازحين سوريين، مشيراً إلى أنّ المال ليس له ليرجع له الدين وإنّما هو "أمانة لديّ، ولكن باستطاعتك الاستفادة منه".
وقبل أن يخرج المولوي من المحلّ، قال لهيثم "إذا أعطيتني سعراً أفضل من أسعار التجار الآخرين، فإنّ المناقصة سترسو عليك"، وأعطاه هاتفاً خلوياً بداخله شريحة، طالباً منه تصليح الهاتف وإبقاءه بحوزته للاتصال به "لأنني أعلم أن كلّ من يتصل بي سيصبح مطلوباً، وأنا لا أريد خربان بيتك".
واشار هيثم الى ان التواصل عاد بعد هذا الامر بين الرجلين إلى طبيعته، حتى أن المولوي اتصل به أكثر من مرة لسؤاله عن بعض الأمور التي تحدث في المنطقة، بالإضافة إلى سؤاله عن أحد الأمنيين الذي كان يجلس في محله، على اعتبار أنّ هذا الأمني "هو من داهم منزلي وشتم زوجتي".
وقد أنكر هيثم أن يكون قد راقب عدداً من الأشخاص لصالح المولوي أو أعطى تفاصيل عن الشخصيّة الأمنيّة كما أفاد سابقاً.
وبعد أسابيع قليلة كان فيها التاجر أجرى حساباته بشأن المناقصة، ذهب إلى المولوي ليعلمه أنّه يريد 42 ألف دولار أميركي مقابل الـ1500 حصة غذائية، فوافق المولوي ولكنّه طلب المزيد من الوقت لتأمين المبلغ.
وفي 25 تشرين الأوّل، قابل المولوي في أحد المقاهي، وسأله عن سبب إصابته برجله، فردّ بأنه وقع عن الدرج. وبخصوص المناقصة، أشار المولوي إلى أنّه سيعطيه المال يوم الإثنين، طالباً أن لا يخبر أحداً كي "لا يطمعوا بي".
وبعد أن خرج هيثم من المقهى، سمع الكثير من إطلاق النار ورأى ملالات الجيش، فارتأى ألا يخرج من التبانة خوفاً على حياته، بل بقي في سيارته التي ركنها في أحد المواقف حتى الساعة السادسة صباحاً، حينما توجّه إلى "مسجد حربا" ليجد مخرجاً من التبانة. وهناك، قال له المولوي أنّه لا يستطيع الخروج في الوقت الحالي طالباً منه المكوث في القاعة وارتداء بنطال رمادي كالذي يرتديه الشبان التابعون له.
وفي قاعة المسجد، لاحظ هيثم أن الشبان الموجودين في المسجد مختلفون مع بعضهم البعض خصوصاً بعد أن تمّ إدخال المولوي محملاً وهو ينزف من رجله. ثمّ تلقى الشيخ كمال البستاني اتصالاً من رئيس فرع استخبارات الجيش في
الشمال العميد عامر الحسن الذي أكّد له أن "المعركة لن تتوقّف قبل تسليمنا العسكري المحتجز لديكم".
وبعد التشاور في ما بينهم، بحسب افادة هيثم قبل المولوي بذلك غير أنّ أسامة منصور لم يكن يردّ على هاتفه، فطلب من عدد من الشبان الذهاب للإتيان بالعسكري، ولكنّهم رفضوا ذلك، فيما تتطوّع هيثم، للذهاب بنفسه "كي أؤمن خروجاً آمناً لنفسي من التبانة على اعتبار أنني لست من المنطقة".
وروى هيثم أنّه ذهب برفقة أحد الشبان التابعين للمولوي ويدعى فارس ومعهم سائق سيارة الإسعاف إلى أسامة منصور، وقال له: "بسلّم عليك شادي وبعتني لعندك، خليني جيب الغرض من هونيك".
وبعد موافقة منصور، انتقل هيثم إلى "بناية شيباني" حيث رأى شبانا تابعين لابراهيم بركات (أحد مسؤولي
داعش في الشمال)، طالباً منهم إحضار "الغرض"، وبعد دقائق كان الجندي طانيوس نعمة يقف أمام هيثم مكبّل اليدين، فيما رفض خاطفوه فكّ أصفاده، متوجهين إلى هيثم بالقول: "أضعنا المفتاح فدبّر نفسك".
وعلى الفور، طلب هيثم من نعمة أن يركض بسرعة إلى الإسعاف، فكان له ما أراد قبيل تسليمه إلى مخابرات الجيش.
وقد أرجأ العميد
ابراهيم الجلسة إلى 16 تشرين الأوّل المقبل، للاستماع إلى إفادة العسكري نعمة.