بوتين الخطّاف

2015-10-06 | 04:15
بوتين الخطّاف
امين قمورية- "النهار"
قبل ان تبدأ مقاتلاته الجوية غاراتها في سوريا، تجاوزت شعبية بوتين بين الروس حاجز الـ 89 في المئة تبعا لاستطلاع للرأي أجرته منظمة "ليفادا - سنتر" غير الحكومية.. وهو على الارجح رقم لم يبلغه أي من القياصرة السابقين. ومن سوء حظ اوباما ان فترة ولايته الرئاسية تزامنت مع وجود "سارق قلوب وعقول" في الكرملين فخطف منه كل الألق والنجومية اللذين كانا متوقعين له بعد فوزه المدهش في انتخابات 2008، لا بل وضعته مجلات عالمية مرموقة ومراكز شهيرة مرات عدة في صدارة ترتيب رجال العالم الاكثر نفوذا.

بوتين يذهب الى الحرب حاميا ظهره في بلاده، ويبرر شنها بخطاب متماسك له اسبابه ورؤيته. فهو واضح تماما يعرف من هو حليفه في سوريا ومن هو خصمه، في حين أن أحدا لا يعرف من هو الصديق الحقيقي لاوباما في الشرق الاوسط ولا من هم خصومه. موسكو تربطها بسوريا معاهدة دفاع مشترك، ومع ذلك كانت آخر من تدخل عسكريا في سوريا وقد سبقها في التدخل الاميركي والفرنسي والتركي والخليجي والايراني والشيشاني والاويغوري وكل متطرفي الارض. وربما ما كانت لتتحمس للدخول لو لم تصبح طرطوس، قاعدتها البحرية اليتيمة خارج روسيا، في مرمى نيران "ابو الفتح الشيشاني" وامثاله الذين يهددونها في موسكو نفسها. روسيا خدعت مرتين في العراق وليبيا واذا تكررت الخديعة تخسر كل شيء في لعبة المقامات الدولية.
دخولها الحاسم يعطيها الكلمة الفصل في الجزء السوري الذي يسيطر عليه حليفها النظام، ومع ذلك تدخل محاطة بأصدقاء يرون مثلها ان خروجهم من سوريا يعني خروجهم من لعبة الامم، اولهم الايراني. كما تدخل وسط ترحيب من اقليات تنشد الحماية لاسباب مفهومة. لكن القصف الجوي وحده لايفيد الا باقامة منطقة خضراء في سوريا على غرار المنطقة الخضراء التي اقامتها واشنطن لحماية حلفائها العراقيين في بغداد، لا بل قد يشكل هذا القصف عنوانا للمتضررين لجذب كل عتاة التعصب السني على وجه الارض الى الجزء الاخر من سوريا لمحاربة الحلف الارثوذكسي- الشيعي – العلوي في الشام "أرض المحشر والمنشر".
صحيح ان العسكرة الروسية محفوفة بالمخاطر. لكن روسيا التي لا تزال تئن تحت وطأة التجربة الافغانية المرة، لا بد وان تحسب الف حساب قبل التورط. خطوتها الجريئة غيرت بسرعة قواعد اللعبة في الشرق ومن شأنها ايضا ان تحقق توازنا مفقودا في العلاقات الدولية او حافزا للبحث عن حل سياسي للازمة السورية بعدما تحولت ازمة لاجئين وازمة انسانية. فأي تحول ميداني يحدثه الروسي قد يكون جاذبا للآخرين الى طاولة المفاوضات حتى لا يخطف بوتين سوريا او ربما الجوار ايضا.
اخترنا لك
سلام: نحن بحاجة لقوة اممية لسدّ فراغ "اليونيفيل"
11:01
المعتدون على اليونيفيل في قبضة مخابرات الجيش
10:17
سعيد يغرد.. وادرعي يرد!
10:01
هنا بيروت - غازي العريضي - الحلقة الكاملة
09:48
جمارك الشمال تضبط كمية ضخمة من المواد الغذائية المهربة والفاسدة
09:15
مراسل الجديد: تداهم قوة من الجيش اللبناني بمؤازرة دورية من مديرية المخابرات حي الشراونة في بعلبك وتعمل على تفتيش منازل بحثاً عن مطلوبين
09:08
إشترك بنشرتنا الاخبارية
انضم الى ملايين المتابعين
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق