هي استراحةُ محاربٍ في
بيروت خاضَ فيها مجلسُ الأمن مبتدأَ جولتِه في دمشق بعد عمّان والخبرُ في تل أبيب وأبعدَ منها في واشنطن حيث العِلمُ والخَبر/ وعلى هذا الخط المتعرِّج ترتفع "المَطَبَّاتُ" السياسيةُ والأمنية/ ووحدَها "وَزارةُ الأشغالِ الأميركيةُ" قادرةٌ على إزالتها/ بصفتِها الوصِيَّ الشرعيَّ على بنيامين نتنياهو// من
سوريا حيث الدولةُ الجديدة نأَتْ بنفسها عن الصراع المسلح واختارتِ التفاوضَ معَ إسرائيل عبر ترتيباتٍ أمنية/ إلى
لبنان الذي اعتمدَ خِيارَ المفاوضات وقدَّمَ للجنة الميكانيزم أوراقَ اعتمادِ مدنيٍّ بصفةِ سفيرٍ سابق/ بلدانِ يقعانِ على أرضية مهتزّة/ تجاوَزَت عليها إسرائيل كلَّ الخطوطِ الحُمْر/ ولم يُرصدْ لها منذ تركيبِها في المنطقة التزامٌ باتفاقٍ أو بقرارٍ دولي أممي/ وها هو مجلسُ الأمن الدولي أوفدَ سفراءَ الدولِ المعتمدين لديه إلى المنطقة في زيارةِ "رفع العتب"/ حيث لا يمكنُ أن تُصرفَ نتائجُها إلا في سُوق الوعود/ انطلاقاً من تصريح رئيسِ الوفد "السلوفيني" الأصل بأنَّ مجلسَ الامن ملتزمٌ بالاستقرار في لبنانَ والمنطقة ويدعمُ اليونيفيل والجهودَ الديبلوماسية لحل النزاع القائم// مجلسُ الأمن على أرض لبنان/ ووفدُه جال بين المَقارِّ الرئاسيةِ الثلاثة/ ومن التفاوض، آخِرِ الخُطواتِ التي أَقدم عليها لبنان/ كرر رئيسُ الجمهورية للوفد أسسَ المفاوضاتِ الأربعة من وقفِ الاعمال العَدائية
الإسرائيلية واستعادةِ الاسرى وبرمجةِ الانسحاب وتصحيحِ النِّقاطِ المختَلَفِ عليها عند الخط الأزرق/ واعتمادُ لبنانَ مبدأَ المفاوضات يرتكزُ على تجنيبِه جولةَ عنفٍ إضافيةً وعلى قناعةٍ بأنَّ الحروبَ لا تؤدي إلى نتائج/ ونجاحُها مرتبطٌ بشكل أساسي بموقف إسرائيل/ مؤكداً أن تعزيزَ استقرارِ وأمنِ لبنان حمايةً ليس فقط له بل لدولٍ عدة شقيقةٍ وصديقة/ ومن هذه الروحية طالب رئيسُ الحكومة بقوةِ إسنادٍ أممية تَحلُّ محلَّ قوات اليونفيل بعد انتهاء مَهامِّها على أن تعملَ هذه القوةُ تحت إطار هيئةِ
الأمم المتحدة لمراقَبة الهُدنة أو على غِرار قوةِ الإندوف العاملة في الجَولان/ في عين التينة أَفتى رئيسُ
مجلس النواب بعدم جَوازِ التفاوضِ تحت النار/ معَ سَبْقِ الإصرار على عدم الاعترافِ سوى بالمَهمةِ التِّقْنية للتفاوض/ "وسوى ذلك.. يصطفلوا"// وفي معلومات الجديد أنَّ أحدَ السفراءِ في وفد مجلسِ الأمن سأل الرئيس بري عمَّا إذا كان معترِضاً على تعيين السفير سيمون كرم/ فسارع بري الى القول: أنا وافقتُ على تسميته.. ليس المهمُّ الشخصَ وإنما ما يمكنُ أن يسفِرَ عن هذه المفاوضات//ومن كلامِ الأخِ الأكبر الى المواقفِ المزدوَجة تحت سقفِ الأمينِ العام لحزبِ
الله الشيخ نعيم قاسم وإذ رحب بخِيارِ الدولةِ للأطُرِ الدبلوماسية وصفَ قرارَ تعيينِ مدنيٍّ في الميكانيزم بأنه اجراءٌ مخالِفٌ بوضوح لكل التصريحاتِ والمواقفِ الرسمية التي ربَطَته بوقف الاعمال العَدائية/ ورأى في الأمرِ تنازلاً مجَّانياً وسَقطةً اضافية تُضاف الى قرارِ الخامسِ من آب/ على هذه المشهديةِ يبقى حالُ لبنانَ معلَّقاً بحبلِ الخَلاصِ الموصول بمرحلةِ غزةَ الثانية/ واصرارِ ترامب على تطبيقِها بنجاح/ فهل يفعلُها ترامب ويُصدِرُ حُكمَه المُبرَم لوقف نتنياهو عند حدِّه ويُكمِلُ مسارُ الحلِّ طريقَه صَوْبَنا؟ هذه الطريقُ لا بدّ أنْ تكونَ إيران جزءاً منها/ إذ إنَّ أبوابَ التفاوضِ معها ما زالت مفتوحة/ والقِصةَ بينها وبين الولاياتِ المتحدة لم تنتهِ بعدُ على حدِّ توصيفِ المبعوثِ
الاميركي توم باراك/ الذي قال في آخِر تصريحاتِه إنَّ ادارةَ ترامب معنيةٌ بالحل الإقليمي وليس بتغييرِ النظام في إيران// وبنصيحةٍ منه أَوكَلَ باراك الى السفير الجديد ميشال عيسى توجيهَ حزبِ الله الى حوارٍ مدني مُعتقداً بأنه سيُحْسِنُ القيامَ بذلك.