وترأس صلاة الجناز والدفن رئيس أساقفة
بيروت للموارنة المطران
بولس عبد الساتر، في حضور النواب: سليم عون ونزيه متى ومارك ضو، محازبين من "
القوات اللبنانية" والكتائب اللبنانية و"التيار الوطني الحر" ورؤساء بلديات ومخاتير وشخصيات وفاعليات وحشد من ابناء الكحالة والجوار.
وتابع: "نلتقي معا في هذا الوقت وفي هذه الكنيسة التي أحبّ فادي، لنرافقه بالصلاة كجماعة واحدة أثناء انتقاله من هذه الحياة، طالبين من الله الآب أن يرأف به ويغمره بحنانه ويغفر خطاياه، وراجين بأن يكون في عداد أهل اليمين".
واردف: "أحب فادي بلدته الكحاله حتى بذل نفسه من أجلها وها هي
اليوم مجتمعة حول عائلته بصغيرها وكبيرها لتصلي وتعزّي وتساند. حمل القضية باكرا وتعرض للخطر مرات ومرات. وأحب وطنه فكرس ذاته لأجله مضحيا بسني شبابه وبراحة عائلته وسلامها. لم يعرف الراحة والاستقرار لسنين طويلة ليكون الاستقرار للبنان والأمان والسلام لأهله. كان أمينًا لعقيدته وحزبه وقائده فكان موضع ثقة الكثيرين".
وقال: "أحب زوجته وأولاده فأحبوه وكانوا إلى جنبه حتى الأخير. أحبوه بانتظارهم له في أيام الحرب السوداء وبصلاتهم لساعات لأجل عودته إليهم سالما، أحبوه بفرحتهم به حاضرا بينهم وبمرافقتهم له في كل مراحل مرضه ليل نهار. آجركم الربّ على ما فعلتم حبا به".
اضاف: "ما حصل بالأمس هو مأساة وطنية لا يجب أن تتكرر أبدا ولأي سبب كان. كفانا موتا وحزنا وسوادا. كفانا دموعا وترملا وتيتما. لذلك نطالب جميع المسؤولين السياسيين والحزبيين والأمنيين بزيادة الجهود لتحقيق الأمن لكل مواطن في بيته وفي بلدته، في النهار وفي الليل، وأخذ الإجراءات الوقائية التي تمنع اللجوء إلى السلاح والاقتتال بين أبناء الشعب الواحد أو المنطقة الواحدة. إننا نطالبهم بدعم وتفعيل القضاء حتى يصل كل صاحب حق إلى حقه بالسبل الصحيحة".
وتابع: "الفتنة تترصدنا وشعبنا منهك والحرب شر متفلت لا يمكن لجمها. إننا ندعو الجميع إلى ضبط النفس والتفكير في
لبنان أولا. ونطلب من كل زعيم وقيادي ونائب ووزير ورئيس بلدية ومختار، العمل الحثيث على منع الاحتقان الطائفي وعلى نبذ الأحقاد ورفض التعصب المناطقي والحزبي والديني والعيش معا متساوين في الحقوق والواجبات بكل كرامة في
الوطن الرسالة، لبنان".
ثم أخرج النعش وسجي عند كوع الكحالة لبعض الوقت، قبل ان يوارى في مدافن العائلة.
وكانت وضعت الأكاليل عند مدخل الكنيسة، ابرزها من "القوات اللبنانية"، الكتائب اللبنانية، "التيار الوطني الحر"، حزب "الوعد"، واصدقاء بجاني وعائلته.