وفي السياق قال فضل الله: "نأتي إلى هنا مع وفد كريم من الجمهورية الإسلامية الإيرانية وخصوصا من مجلس الشوري، لنستحضر سويّة الدور الإيراني المساعد والداعم للبنان، لا سيما منذ الطلقة الأولى للمقاومة عام 1982 مع الإمام الخميني الراحل، ومن ثم مع الإمام القائد السيد علي الخامنئي حفظه الله".
أضاف: "نستحضر معاً من هنا من هذه الحديقة في هذه الأيام في شهر آب في ذكرى الانتصار الإلهي الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني، الذي كان معنا في حرب تموز إلى جانب مقاومينا وقيادة المقاومة من أجل دحر هذا العدوان وحماية بلدنا من الوحشية الإسرائيلية، وعندما نكون في حديقة إيران في مارون الراس، نستعيد معاً الشهيد حسام خوش نويس، الذي كُلّف بملف مساعدة لبنان في إعادة الإعمار، وبعد كل هذه السنوات من حرب تموز 2006 إلى اليوم، لا نزال نشهد ويشهد كل لبناني حر وشريف على هذه المساعدة والدعم في إعادة الإعمار، سواء في الطرقات أو الجسور أو المدارس والمباني والمصانع والمؤسسات، وذُرة التاج هنا هذه الحديقة التي تحمل إسم الجمهورية الإسلامية التي عندما أتينا بعد عام 2006 لنضع حجر الأساس، كانت منطقة جرداء، وها هي اليوم على حدود فلسطين ومشارف القدس، معلماً سياحياً حضارياً، وحديقة تعكس بحضور من يأتي إليها هذا الرقي والفن والعطاء من الجمهورية الإسلامية الإيرانية".
كما أشار فضل الله : إلى أنه "بالرغم من أن لبنان يمر بأزمات، فهناك من يحاول أن يعمّق أزماته، وهناك من يحاول أن يمد يد المساعد لانتشاله من هذه الأزمات"، لافتاً إلى أنه "في لبنان توجد يد إيرانية ممدودة للمساعدة، وبالمقابل هناك من يريد وخصوصا من خلال العقوبات الأميركية أن يقطع حتى الأوكسجين عن لبنان، ويمنع كل مساعدة، وشتان ما بين اليد البيضاء المعطاء الخيرة، وتلك اليد التي تفرض الحصار، يد إيران التي تريد أن تبلسم جراحات كل اللبنانيين بمختلف انتماءاتهم وطوائفهم، واليد التي تريد أن تحاصر كل اللبنانيين أيضاً". وقال: "من هنا من مارون الراس من حديقة إيران، باسم كل اللبنانيين الشرفاء، نوجه أسمى آيات الشكر للجمهورية الإسلامية على ما قدمته لنا، وعلى ما تعرضه رغم أنها لا تجد في مؤسساتنا الرسمية من يلاقي هذه الدعوة خشية العقوبات الأميركية".
ولفت نائب كتلة الوفاء للمقاومة حسن فضل الله الى ان "إيران تعرض علينا الكهرباء والنفط وكل مساعدة ممكنة، وهي جادة كما كانت في السابق واليوم، ودعوتنا بحضور الوفد الكريم لكل المعنيين في لبنان من مسؤولين، أن يتلقفوا هذه المبادرات الخيّرة الطيبة، لأن إيران صديقة لبنان وشعب لبنان ودولة لبنان، ولم تطلب في يوم من الأيام مقابلاً، وتريد أن تساعد من دون شروط، ونحن رحبنا بكل مساعدة غير مشروطة، فكيف إذا كانت من أصدقاء لهم ما لهم من عطاء في بلدنا".
وختم فضل الله: "من حدود فلسطين وشعبها المقاوم، ومن هنا من الجنوب، نقف جميعاً اليوم لنواجه الاحتلال والهيمنة والعقوبات، ولنؤكد معاً أننا نتقدّم إلى الأمام، وهم يتراجعون إلى الوراء، وكل ذلك ببركة دماء الشهداء والتضحيات الجسام التي قدمتها مقاومتنا وشعبنا والجمهورية الإسلامية التي تُفرض عليها العقوبات لأنها تقف مع الأحرار والمقاومين وتساند الشعبين اللبناني والفلسطيني".