هند الملاح
16 كانون الثاني 2014، وبعد 9 سنوات على اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري، بدأت المحكمة الخاصة بلبنان محاكمتها في قضية عيّاش وآخرين، المتعلقة باعتداء 14 شباط 2005 الذي أدى إلى مقتل 22 شخصًا، بمن فيهم الحريري، وإصابة 226 شخصًا آخر.
برز في بداية المحاكمة اسم مصطفى بدر الدين من بين المتهمين الرئيسيين في جريمة الاغتيال، الى جانب حسن حبيب مرعي وسليم جميل عيّاش، وحسين حسن عنيسي، وأسد حسن صبرا.
مصطفى بدر الدين استشهد باعتداء اسرائيلي فجر اليوم قرب دمشق، فما مصير محاكمته أمام المحكمة الخاصة بلبنان؟
يقول المستشار بفريق الدفاع في المحكمة د.عمر نشابة في اتصال مع موقع "الجديد" إن في القانون الدولي لا يوجد محاكمات لأشخاص متوفين، وبالتالي فإن محامة بدر الدين تصبح منتهية بعد استشهاده.
وفي السياق سأل نشابة "هل حاولوا المس بالسيد ذو الفقار من خلال الآليات القضائية الدولية وبث المعلومات الخاطئة عنه، بدء من المواقع الاسرائيلية التي بثت أخبار كاذبة ومزاعم للتشهير بالشهيد بدر الدين في محاولة لتصفيته إعلامياً وقضائياً؟"
ويضيف نشابة "هل ما حصل في ساعات الصباح الاولى اليوم كان نتيجة للإفلاس الاعلامي والقضائي بتصفيته، فلجأوا الى تصفيته جسدياً؟"
يشير نشابة الى ان هجوما واسع النطاق بدأ على بدر الدين في ثمانينات القرن الماضي واستكمل في المحكمة الخاصة بلبنان، لافتا الى ان هذا الهجوم بدأ لإثارة النعرات الطائفية.
بدوره، يرى المستشار في فريق الدفاع أيضا، الوزير السابق سليم جريصاتي في حديث لموقع "الجديد" انه من الباكر جدا استخلاص ما ستصل اليه محاكمة لاهاي بعد استشهاد بدر الدين، الا انه من المؤكد أن قسما كبيرا من قرار الاتهام قد سقط.
وكذلك الامر بمعرض مجريات المحاكمة، كما انه سيتم الاستغناء عن فريق من فرق الدفاع الذي عينه مكتب الدفاع عن الشهيد بدر الدين.
وفنّد جريصاتي الموضوع من زاويتين، اولهما الزاوية القانوينة البحت التي تقول إن بمجرد استشهاد بدر الدين تسقط الدعوى الدولية، التي هي بمثابة الدعوى العامة، بمفاعيلها كافة إنطلاقا من الاتهام مرورا بالمحاكمة وما سوف تنتهي اليه.
أما الزاوية الثانية وهي الزاوية السياسية، فبحسب جريصاتي، بالنظر الى ما اكتنفت المحكمة من معطيات سياسية لا بد أن يعي الجميع أن "حصار حزب الله وضرب رواسب قوته اتخذت أكثر من شكل، منها الشكل العسكري الذي زاد مرارة عند العدو بعد هزيمته عام 2006، فالعدو الاسرائيلي لم يتأخر عن تبنيه عمليات الاغتيال أو عن ابداء سعادته عند استشهاد أي قيادي من قيادات حزب الله".
ويعود جريصاتي الى المسلك القضائي للقضية لافتا الى ان هناك مراهنة على محاكمة لاهاي، التي مارست نوعا من الضغط السياسي على "حزب الله" إضافة الى ما استحدث من عقوبات دولية عليه.
ستتأثر المحكمة الخاصة بلبنان في نهاية المطاف سلبا بإغتيال بدر الدين، الذي كانت تزعم منظومة الاتهام ان دوره كان رياديا في اغتيال الحريري.
الخطوات التي ستقوم بها المحكمة بحسب جريصاتي الآن هي التحقق من الاغتيال عبر التواصل مع الاجهزة الامنية المختصة، وبعد التأكد ستكون الدعوى العامة الدولية قد اسقطت من جهة بدر الدين، وسيكملون التحقيق مع المتهمين الاربعة الباقين، الذي وبحسب منظومة الدفاع يعتبر دورهم ثانويا.
ويبقى التذكير، ان مهما اتخذت المحكمة من اجراءات وتدابير فإن "حزب الله" لا يعتبر نفسه معنيا بهذه المحاكمة، ولا يدخل مجرياتها في حساباته، لأنه ومنذ انطلاقها أعلن عدم إيمانه بها.